كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 9)
"""""" صفحة رقم 168 """"""
ونقاثِ ، والعرفاء ، لطول عُرفها ، والعثواء لنُفُول شعرها ، والعرجاء ، والخامعة ، وأم عامر وأم هِنبِر ، وأم خَنّور ؛ وولدها الفُرْعل ؛ وحُجرها الوِجار . والضبعة مولعة بنبش القبور ، وإنما ذلك لشهوتها في لحوم الناس ؛ ومن عاداتها إذا كان القتيل بالعراء وورم وانتفخ ذكره تأتيه فتركبه وتقضي حاجتها منه ، ثم تأكله ؛ وهي متى رأت أنساناً نائماً حفرت تحت رأسه ، فإذا مال رأسه وظهر حلقه ذبحته بأسنانها ، وشربت دمه ؛ وهي فاسقة ، لا يمر بها حيوان من نوعها إلا تعرّضت له حتى يعلوها ؛ والعرب تضرب المثل بها في الفساد ، فإنها إذا وقعت في الغنم عاثت ، ولم تكتف بما يكتفي به الذئب ؛ وإذاً اجتمع الذئب والضبع في الغنم سلمت ، فإن كل واحد منهما يمنع صاحبه ، ولذلك تقول العرب في دعائها للغنم : " اللهم ضبعاً وذئباً " ؛ والضبع إذا وطئت ظل الكلب في القمر وهو على سطح وقع فتأكله ؛ وإذا دخل الرجل وِجارها ولم يسدّ منافذ الضوء ، ثم صار إليها من الضياء ولو بقدر سم الخياط ، وثبت إليه فقتلته ؛ وإن أخذ معه حنظلاً أمن سطوتها ؛ وتوصف بالحُمق والموق ، وذلك لأن من يريدون صيدها يقفون على باب وجارها ويقولون : " أطرقي أم طريق ، خامري أم عامر " فإذا سمعت كلامهم انقبضت ، فيقولون : " أبشري بكمر الرجال ، أبشري بشاءٍ هزْلي وجرادٍ عظلي " وهم مع ذلك يشدون يديها ورجليها وهي ساكنة لا تتحرك ، ولو شاءت لأجهزت عليهم وقتلتهم وخلّصت نفسها ؛ وهذا القول فيما أظن من خرافات العرب ؛ والضبع تلد من الذئب جروا يسمى العِسبار ، ويكون منفرداً بنفسه ، لا يألف السباع ، ويثب على الناس والدوابّ ؛ وهي توصف بالعرج ، وفيها يقول
الصفحة 168
248