كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 9)

"""""" صفحة رقم 170 """"""
الباب الثالث من القسم الأول من الفن الثالث فيما قيل في السنجاب والثعلب والدب والهر والخنزير
فأما السنجاب - فهو حيوان معروف ، حسن الوبر ، ظهره أزرق اللون ، وبطنه أبيض ، ومنه ما يكون ظهره أحمر ، وهو رديء الجنس ؛ مبخوس الثمن ؛ وهذا الحيوان سريع الحركة ، فإذا أبصر الإنسان صعد الشجرة العالية ، وهي مأواه ؛ وهو كثير ببلاد الصقالبة والخزر ، ومزاجه باردٌ رطب وقيل : حار رطب لسرعة حركته ؛ قال أبو جعفر الببغاء :
قد بلونا الذكاء في كل ناب . . . فوجدناه صنعة السنجاب
حركاتٌ تأبى السكون وألحا . . . ظ حِدادٌ كالنار في الالتهاب
خفّ جداً على النفوس فلو شا . . . ء ترامى مجاوراً للتصابي واشتهت قربه العيون إلى أن . . . خِلته عندها أخَّا للشباب
لابسٌ جلدةً إذا لاح خلن . . . ه بها في مزرّةٍ من سحاب
لو غدا كل ذي ذكاء تطوقاً . . . رد في ساعة الخطاب جوابي
ذكر ما قيل في الثعلب
هو ذو مكر وخديعة وتحيل في طلب الرزق ، فمن تحيّله أنه يتماوت وينفخ بطنه ويرفع قوائمه ، حتى يظن به أنه قد مات ، فإذا قرب منه حيوانٌ وثب عليه فصاده ؛ ومنه أنه إذا دخل برج الحمام وكان شبعان قتلها ورمى بها ، فإذا جاع عاد إليها فأكلها ، وكذلك يفعل مع الدجاج ؛ وهو أيضاً من الحيوان الذي سِلاحه سُلاحه ، وهو

الصفحة 170