كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 9)

"""""" صفحة رقم 177 """"""
طعمه ، واعتدّه أهنأ نعمه ؛ ثم أظهر بالالتعاق شكره ، وأعمَلَ في غيره فكره ؛ فرجع إلى حيث أثاره ؛ ويتبع فيه آثاره راجياً أن يجد في رِباعه ، ثانياً من أتباعه ، فيلحقه بصاحبه في الردى ، حتى يفنى جميع العدي ؛ وربّما انحرف عن هذه العوائد ، والتقط فتات الموائد ، بِلاغاً في الاحتماء ، وبِراً بالنعماء ، فماله على خصاله ثمن ، ولا جاء بمثاله زمن ؛ وقد أوردت - أعزك الله - من وصفه فصلاً مُغرباً ، وهَزْلاً مَطرباً ؛ إخلاصاً من الطوية واسترسالاً ، وتسريحاً للسجية وإرسالاً ، على أني لو استعرت في وصفه لسان أبي عبيد ، وأظهرت في نعته بيان أبي زبيد ؛ ما انتهيتُ في النطق إلى خطابك ، ولا احتويت في السبق على أقصابك ؛ والله يبقيك لثمر النبل جانياً ، ولدرج الفضل بانياً . أعنة ، والأبطال بالأسنة ؛ فإذا أوجعه عضّاً ، وأوعبه رضّاً ؛ أجهز في الفور عليه ، وعمد بالأكل إليه ؛ فازدرد منه أطيب طعمه ، واعتدّه أهنأ نعمه ؛ ثم أظهر بالالتعاق شكره ، وأعمَلَ في غيره فكره ؛ فرجع إلى حيث أثاره ؛ ويتبع فيه آثاره راجياً أن يجد في رِباعه ، ثانياً من أتباعه ، فيلحقه بصاحبه في الردى ، حتى يفنى جميع العدي ؛ وربّما انحرف عن هذه العوائد ، والتقط فتات الموائد ، بِلاغاً في الاحتماء ، وبِراً بالنعماء ، فماله على خصاله ثمن ، ولا جاء بمثاله زمن ؛ وقد أوردت - أعزك الله - من وصفه فصلاً مُغرباً ، وهَزْلاً مَطرباً ؛ إخلاصاً من الطوية واسترسالاً ، وتسريحاً للسجية وإرسالاً ، على أني لو استعرت في وصفه لسان أبي عبيد ، وأظهرت في نعته بيان أبي زبيد ؛ ما انتهيتُ في النطق إلى خطابك ، ولا احتويت في السبق على أقصابك ؛ والله يبقيك لثمر النبل جانياً ، ولدرج الفضل بانياً .
وقال ابن طَباطَبا يصف هرّة بلقاء :
فتنتني بظلمةٍ وضياءٍ . . . إذ تبدّت بالعاج والآبنوس
تتلقّى الظلام من مقلتيها . . . بشعاعٍ يحكي شعاع الشموس
ذات دلٍّ قصيرةٌ كلما قا . . . مت تهادت ، طويلةٌ في الجلوس
لم تزل تُسبغ الوضوء وتُنفي . . . كل عضوٍ لها من التنحيس
دأبها ساعة الطهارة دفن ال . . . عنبر الرطب في الحنوط اليبيس
وقال أبو بكر الصنوبري من أبيات - وذكر الجرذان -

الصفحة 177