كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 9)

"""""" صفحة رقم 179 """"""
يلقاك في البيت منهم عدد . . . وأنت تلقاهم بلا عدد
وكان يجري ولا سَداد لهمأمرك في بيتنا على سَدد
حتى اعتقدت الأذى لجيرتنا . . . ولم تكن للأذى بمعتقد
وحُمْت حول الردى بظلمهم . . . ومن يَحُم حول حوضه يرِدِ
وكان قلبي عليك مرتعداً . . . وأنت تنساب غير مرتعد تدخل برج الحمام متئداً . . . وتخرج الفرخ غبر متئد
وتطرح الريش في الطريق لهم . . . وتبلع اللحم بلع مزدرد
أطعمك الغيّ لحمها فرأى . . . فتلك أربابها من الرشد
كادوك دهراً فما وقعت وكم . . . أفلتّ من كيدهم ولم تُكًدِ
حتى إذا خاتلوك واجتهدوا . . . وساعد النفس كيدُ مجتهدِ
صادوك غيظاً عليك وانتقموا . . . منك وزادوا ومن يصد يُصد
ثم شفوا بالحديد أنفسهم . . . منك ولم يربعوا على أحد
لم يرحموا صوتك الضعيف كما . . . لم ترِث منها لصوتها الغرِدِ
فحين كاشفت وانتهكت وجا . . . هرت وأسرفت غير مقتصد
أذاقك الموت من أذاق كما . . . أذقت أطياره يداً بيد
كأنهم يقتلون طاغية . . . كان لطاغوته من العُبُد
فلو أكبّوا على القرامِطِ أو . . . مالوا على زكرويه لم يَزد
يا من لذيذُ الفراخ أوقعه . . . ويحك هلاّ قنعت بالقِدد
ما كان أغناك عن تسوّرك ال . . . برج ولو كان جنّة الخُلُد
لا بارك الله في الطعام إذا . . . كان هلاك النفوس في المِعَد
كم أُكلةٍ داخلت حشا شَرِهٍ . . . فأخرجت روحه من الجسد

الصفحة 179