كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 9)

"""""" صفحة رقم 180 """"""
أردت أن تأكل الفراخ ولا . . . يأكلك الدهر أكل مضطهد
هذا بعيدٌ من القياس وما . . . أعزّه في الدنوّ والبُعُد
ولم تكن لي بمن دهاك يدٌ . . . تقوى على دفعه يد الأبد
ولا تبيّن حشْو جلدك عن . . . د الذبح من طاقةٍ ومن جَلِد
كأن حبلاً حوى بحوزته جِيداك للذبح كان من مسد
كأن عيني تراك مضطرباً . . . فيه وفي فيك رغوة الزبد
وقد طلبت الخلاصَ منه فلم . . . تقدر على حيلةٍ ولم تَجِد
فجُدت بالنفس والبخيلَ بها . . . كنت ومن لم يجُد بها يَجُد
عشت حريصاً يقوده طمعٌ . . . ومِتَّ ذا قاتلٍ بلا قَوَد
فما سمعنا بمثل موتك إذ . . . مت ولا مثل عيشك النكِدِ
عشنا بخير وكنت تكلؤنا . . . ومات جيراننا من الحسد
ثم تقلّبت في فراخهم . . . وانقلب الحاسدون بالكمد
قد انفردنا بمأتمٍ ولهم . . . بعدك بالعُرس أي منفرد
قد كنت في نعمةٍ وفي سعةٍ . . . من المليك المهيمن الصمد
تأكل من فأر بيتنا رغداً . . . وأين بالشاكرين للرغد
قد كنت بددت شملهم زمنأ . . . فاجتمعوا بعد ذلك البدد
وفتّتوا الخبز في السلال فكم . . . تفتّتت للعيال من كبِد
فلو يبقّوا لنا على سَبَدٍ . . . في جوف أبياتنا ولا لَبَد
وفرّغوا قعرها وما تركوا . . . ما علّقته يدٌ على وَتِد
ومزّقوا من ثيابنا جُدداً . . . فكلّنا في مصائب جدد
فاذهب من البيت خير مفتقدٍ . . . واذهب من البرج شرّ مفتقد
ألم تخف وثبة الزمان وقد . . . وثبتَ في البرج وثبة الأسد ؟
أخنَى على الدار فيه بالأمس . . . ومن قبلها على لُبَد

الصفحة 180