كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 9)

"""""" صفحة رقم 181 """"""
ولم يدعْ في عِراضها أحداً . . . ما بين عَلياشها إلى السَّند
عاقبة البغي لا تنام وإن . . . تأخّرت مدّة من المُدَد
من لم يمُت يومه غدَه . . . أو لا يمُت في غدٍ فبعد غد
والحمد لله لا شريك له . . . فكل شيءٍ يرى إلى أمد
وفيه أيضاً :
يا هر بعث الحقّ بالباطل . . . وصرت لا تُصغي إلى عاذل
إذا أتيت البرج من خارجٍ . . . طارت قلوب الطير من داخل
علما بما تصنع في بُرجها . . . فهي على خوفٍ من الفاعل
قد كنت لا تغفل عن أكلها . . . ولم يكن ربك بالغافل
فانظر إلى ما صنعت بعد ذا . . . عقوبة المأكول بالآكل ما زلت يا مسكين مستقتلاً . . . حتى لقد مُنّيت للقاتل
قد كنت للرحمة مستأهلاً . . . إذ لم أكن منك بمستأهل
وقال أيضاً :
يا رب بيتٍ ربُّه . . . فيه تضايق مستقرُّه
لما تكاثر فأره . . . وجفاه بعد الوصل هِرّه
وسعى إلى برجٍ امرئ . . . فيه الفراخ كما يسرّه
ظن المنافع أكلها . . . فإذا منافعها تضرّه
ذكر ما قيل في الخِنزير
والخنزير مشترك بين السبعية والبهيمية ، فالذي فيه من السبعية الناب ، وأكل الجيف ؛ والذي فيه من البهيمية الظِّلف ، وأكله العشب والعلف ؛ والخنزير موصوفٌ بالشَّبق وكثر السِّفاد ، حتى إن الأنثى يركبها الذكر وهي تُرجع ، فربما قطعت أميالاً وهو على ظهرها ، ويرى الرائي أثر ستة أرجل ممن لا يعرف ذلك ، فيظنّ أن في الدوابّ ما له ستة أرجل ؛ والخنزيرة تضع عشرين خِنّوصاً ، وتحمل من ماء واحد ،

الصفحة 181