كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 9)

"""""" صفحة رقم 184 """"""
القسم الثاني من الفن الثالث في الوحوش والظباء وما يتصل بها من جنسها
وفيه ثلاثة أبواب
الباب الأول من هذا القسم فيما قيل في الفيل والكركدن والزرافة والمها والأُيَّل
ذكر ما قيل في الفيل
يقال : إن الفيل مولّد بين الجاموس والخنزير ، ولذلك يزعم بعض من بحث عن طبائع الحيوان أن الفيلة مائية الطباع بالجاموسية والخنزيرية اللتين فيها ، وبعضها يسكن الماء ، وبعضها لا يسكنه ؛ ويقال : إن الفيلة صنفان : فيل ، وزندبيل ، وهما كالبُخت والعِراب ، والبقر والجاموس ، والخيل والبَراذين ، والفأر والجرذان ، والنمل والذّرّ ؛ وبعضهم يقول : إن الفيل الذكر ، والزندبيل الأنثى ؛ وقال بعضهم : إن الزندبيل هو عظيم الفيلة والمقدَّم عليها في الحرب ، وفيه يقول بعض الشعراء : ذاك الذي مِشفرة طويل . . . وهو من الأفيال زندبيل
وقال آخر :
وفيله كالطود زندبيل
وقال آخر :
من بين أفيال زندبيل
وخرطوم الفيل أنفه ، وبه يوصل طعامه والشراب إلى فيه ، وبه يقاتل وبه يصيح ، وليس صوت الفيل على مقدار جثته ؛ ولسانه مقلوب ، طرفه إلى داخل فيه ، وأصلُه خارج ، وهو على العكس من سائر الحيوانات ؛ والهند أنه لولا ذلك

الصفحة 184