كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 9)
"""""" صفحة رقم 189 """"""
وأذنٌ كنصف البُرد تُسمعه النَّدا . . . خفيّاً وطرْفٌ ينفض العيبَ مَزْوَر
ونابان شُقّا لا يريد سواهما . . . قناتين سمراوين طعنُهما بَتْر
له لون ما بين الصباح وليله . . . إذا نطق العصفور أو صوّت الصقر
وله ابن طَباطَبا :
أعجب بفيلٍ آنس وحشيَّ . . . بهيمةٍ في فطنة الإنسي
يفهم عن سائسه الهنديّ . . . غيبَ معاني رمزه الخفيّ
مثل السدى الموثّق المبنيّ . . . منزّهٍ في خُلُقه السَّويِّ
عن لين مشيِ رُكُبِ المطيِّ . . . ذي ذنَبٍ مطوَّلٍ ثَوْريّ
في مثل رِدْفِ الجمل البُخْتيّ . . . منخفض الصوت طويل العيِّ
يطوف كالمزدجر المنهيِّ . . . يرنو بطرْفٍ منه شادنيِّ
في قبح وجهٍ منه خنزيري . . . خرطومه كجعبة التركيِّ
حكى فما من سمكٍ بحريّ . . . تُبصره في فيه ذا هويِّ
كالدلو إذ تهوى إلى القَرِيّ . . . يصُبّ في مصهرجٍ مطويِّ
ناباه في هولهما المخشيِّ . . . كمثل قرني ناطحٍ طوريِّ
أذناه في صِبغِهما الفضّيّ . . . كطيلساني ولدَيْ ذِمّيِّ
سائسُه عليه ذو رُقيِّ . . . منتصبٌ منه على كرسيِّ
يطيعه في أمره المأبيِّ . . . كطاعة القُرقورِ للنُّوتيِّ
وقال آخر منشداً :
من يركب الفيل فهذا الفيل . . . إن الذي يحمله محمول
على تهاويل لها تهويل . . . كالطود إلا أنه يجول
وقال ابن الرومي :
يقلّب جُثماناً عظيماً موثَّقاً . . . يهُدّ بركنيه الجبالَ إذا زَحَمْ
الصفحة 189
248