كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 9)

"""""" صفحة رقم 190 """"""
ويسطو بخرطوم يطاوع أمره . . . ومشتبهات ما أصاب بها غَنِمْ
ولست ترى بأساً يقوم لبأسه . . . إذا أعمل النابين في البأس أو صَدَمْ
وقال هارون بن موسى مولى الأزْد يصفه ويذكر خوفَه من الهِرّ :
أليس عجيباً بأن خِلقةٌ . . . لها فِطَن الإنس في حِرم فيلْ
وأظرف من مشيه زوّله . . . بحلمٍ يَجِلّ عن الخنشليل
وأوقَصُ مختلفٌ خَلقه . . . طويلُ النُّيوب قصيرُ النَّصيلْ
ويلقى العدو بنابٍ عظيمٍ . . . وجوفٍ رحيبٍ وصوتٍ ضئيلْ
وأشبه شيءٍ إذا قسته . . . بخنزير برٍّ وجاموس غِيلْ
ينازعه كلّ ذي أربعٍ . . . فما في الأنام له من عديلْ
ويعصف بالببْر بعد النُّمور . . . كما تعصف الريح بالعندبيل
وشخصٌ تُرى يدُه أنفَه . . . فإن وصفوه فسيفٌ صَقيل
وأقبل كالطود هادي الخميس . . . بهولٍ شديدٍ أمام الرَّعيلْ
ومرّ يسيل كسيل الآتيِّ . . . بوطءٍ خفيفٍ وجسمٍ ثقيل
فإن شِمتَه زاد في هوله . . . بشاعةُ أذنين في رأس غول
وقد كنت أعددت هراً له . . . قليل التهيب للزندبيل
فلما أحس به في العَجاج . . . أتانا الإله بفتحٍ جليلْ
فسبحان خالقه وحده . . . إله الأنام وربّ الفُيولْ

الصفحة 190