كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 9)
"""""" صفحة رقم 191 """"""
وقال أبو الحسن الجوهري يضف الفيل من قصيدته التي أولها :
قل للوزير وقد تبدّى . . . يستعرض الكرم المعدّا
أفنيت أسباب العلا . . . حتى أبت أن تُستجدّا
لو مس راحتُك السحا . . . ب لأمطرت كرماً ومجدا لم ترضَ بالخيل التي . . . شدّت إلى العلياء شدّا
وصرائمِ الرأي التي . . . كانت على الأعداء جندا
حتى دعوت إلى العدى . . . ما لا يلام إذا تعدّى
متقمّصاً تيه العلو . . . ج وفطنةً أعيتْ معدّا
متعسّفاً طُرُق العوا . . . لي حين لا يُستاق قصدا
فيلاً كرضْوى حين يل . . . بس من رقاق الغيمِ بُردا
مثل الغمامة مُلِّئت . . . أكنافُها برقاً ورعدا
رأسٌ كقُلّة شاهقٍ . . . كُسيت من الخيلاء جِلدا
فتراه من فرطِ الدلا . . . ل مصعِّراً في الناس خدّا
يُزهَى بخرطوم كمث . . . ل الصولجان يُرَدُّ ردّا
متمدِّدٍ كالأُفعُوا . . . ن تمدّه الرّمضاء مدّا
أو كُمِّ راقصةٍ تش . . . ربه إلى النَّدمان وجدا
أو كالمصلب شُد جن . . . باه إلى جذعين شَدا
وكأنه بوقٌ يحرّ . . . كه لينفخ فيه جدّا
يسطو بساريتي لجي . . . نٍ يحطمان الصخر هدّا
أذناه مروحتان أُسند . . . تا إلى الفودين عقدا
عيناه غائرتان ضُيّ . . . قتا لجمع الضوء عمدا
فكٌّ كفُوَّهة الخلي . . . ج يلوك طول الدهر حِقدا
الصفحة 191
248