كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 9)

"""""" صفحة رقم 192 """"""
تلقاه من بعدٍ فتح . . . سبه غماماً قد تبدّى
مَتناً كبنيان الخَوَر . . . نَقِ ما يلاقي الدهر كدّا
رِدفاً كدكّة عنبرٍ . . . متمايل الأوراك نَهْدا
ذَنَبا كمثلٍ السوطِ يض . . . رب حولَه ساقاً وزَندا
يخطو على أمثال أع . . . مدة الخباء إذا تصدى
أو مثل أميالٍ نضد . . . ن من الصخور الصُّمّ نَضْدا
متورِّدٌ حوضَ المن . . . يّة حين لا يُشتاق وِردا
متملِّقٌ فكأنه . . . متطلّبٌ ما لن يُودّا
متلفِّعٌ بالكبريا . . . ء كأنه ملكٌ مفدّى
أدنى إلى الشيء البعي . . . د يراد من وهْمٍ وأهدى
أذكى من الإنسان حتى ل . . . و رأى خَللاً لَسُدّا
لو أنّه ذو لهجةٍ . . . وفَّى كتاب الله سردا
عقّته أرض الهند حت . . . ى حل من زهوٍ هرندا
قل للوزير : عبدت حت . . . ى قد أتاك الفيل عبدا
سبحان من جمع المحا . . . سن عنده قرباً وبُعدا
ذكر ما قيل في الكركدّن
والكركدّن من الحيوان الشديد القوة ، القليل العدد ، وهو شبيه بالجاموس إلا أنه أغلظ وأعتى وأنبل منه ، وله قرنٌ غليظٌ غير طويل في جبهته ، وقرنٌ أخر ألطف منه ؛ وقد ذكره صاحب المنطق في كتاب الحيوان وسماه الحمار الهندي ؛ وقال الجاحظ في كتاب الحيوان : وإنما قلّ عدد هذا الجنس لأن الأنثى منه منها ما تكون نَزورا ، وأيام حمْلها ليست أقلّ من أيام حَمِل الفيلة ؛ وهذا الحيوان يكون بأرض الهند وبلاد الحبشة ؛ وتزعم الهند أنه إذا كان يرعَ شيءٌ من الحيوان شيئاً في أكناف تلك البلاد هيبة له وخضوعاً وهرباً منه ، وليس هو ببلاد الحبشة كذلك ، بل

الصفحة 192