كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 9)
"""""" صفحة رقم 195 """"""
وقال عُمارة اليمني - وقد وصف تصاوير دارٍ منها زرافة - :
وبها زرافاتٌ كأن رقابها . . . في الطول ألويةٌ تؤمّ العسكرا
نوبية المنشا تريك من المها . . . روقاً ومن بُزل المهاري مِشفَرا
جُبلت على الإقعاء من إعجابها . . . فتخالُها للتيه تمشي القهقرى
وقال أبو علي بن رشيق منشداً :
ومجنونةٍ أبداً لم تكن . . . مذلّلة الظهر للراكب
قد اتصل الجيد من ظهرها . . . بمثل السَّنام بلا غارب
ملمّعة مثلما لُمِّعت . . . بحِنّاء وشى يدُ الكاعِب
كأن الجواري كنّفنها . . . تخلّج من كل ما جانب
وقال أيضاً :
وأتتك من كسب الملوك زرافةٌ . . . شتى الصفات للونها أثناء
جمعت محاسن ما حكت فتناسبت . . . في خُلقها وتنافت الأعضاء
تحتثّها بين الخوافق مشيةٌ . . . بادٍ عليها الكبرُ والخُيلاء
وتمدّ جيداً في الهواء يزينها . . . فكأنه تحت اللواء لواء
حُطّت كآخرها وأشرف صدرُها . . . حتى كأن وقوفها أقعاء
وكأن فِهْرَ الطِّيب ما رجمت به . . . وجه الثرى لو لُمّت الأجزاء
وتخيّرت دون الملابس حُلّةً . . . عيت بصنعة مثلها صنعاء
لوناً كلون الذَّبل إلا أنه . . . حلّى وجزّع بعضه الجلاّء
أو كالسحاب المكفهرّة خطّطت . . . فيها البروق وميضها إيماء
الصفحة 195
248