كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 9)

"""""" صفحة رقم 196 """"""
أو مثلما صَدئت صفائح جوشنٍ . . . وجرى على حافاتهن جِلاء
نعم التجافيف التي قد دُرّعت . . . من جلدها لو كان فيه وِقاء
وقال محمد بن شرف القيرواني :
غريبة أشكالٍ غريبة دار . . . لها لون فضةٍ ونُضار
فلونٌ لها لون البياض وصفرةٍ . . . كما مُزجت بالماء كأس عُقار
وآخر ما بين اسودادٍ وحمرةٍ . . . كما احمرّ مسودُّ الدخان بنار
أعيرت شخوصاً وهي في شخص واحد . . . يحيّر في نشْزٍ لها وقِفار
تقوم على ما بين ظِلفٍ وحافرٍ . . . له جسم جُلمودٍ وصبغة قار
وأربعةٍ تحكي سبائك عسجدٍ . . . تطير بها في الأرض كلّ مطار
لها عنقٌ قد خالط الجوّ تحته . . . طوالٌ لها تخطو أمام قصار
وذات قرىً وعْر الركوب وإنما . . . أُجلّت بذا عن ذِلةٍ وصَغارِ
لها عِجْبة التَيّاه عُجْباً بنفسها . . . ولكنّ ذاك العُجب تحت وقار
ذكر ما قيل في البقر الوحشية - وهي المها - والإيَّل
ولنبدأ بذكر ترتيب سنّها ، ثم نذكر ما قيل فيها ؛ أما سنها - فقد قالت العرب : ولد البقرة الوحشية ما دام يرضع فهو فزٌّ وفرقدٌ وفرير ؛ فإذا ارتفع عن ذلك فهو يعفورٌ وجؤذُرٌ ، وبحْزَج ؛ فإذا شب فهو مهاة فإذا أسنّ فهو قرْهَب ؛ هذا ما قيل في سنها .
وأما ما قيل في المها - فذكر من بحث عن طبائع الحيوان أن من طباعها الشبق والشهوة ؛ وأن الأنثى إذا حملت هربت من الذكر خوفاً من عبثه بها في الحمل ؛

الصفحة 196