كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 9)
"""""" صفحة رقم 201 """"""
كلّما شمّ لاقحاً شُمّ منها . . . رأس فحلٍ برجلها مَفْليُّ
خارجٌ من ظلال نقْعٍ كما فرّ . . . ق جلبابه الخليع الغَويُّ
قد طواها التسويق والشد حتى . . . هي قُبٌّ كأنهنّ القِسيُّ
هربت من رؤوسهن عيونٌ . . . غائراتٌ كأنهنّ الرُّكِيُّ
ذكر ما قيل في الوعل
الوعل ، هو التيس الجبلي ، والأنثى تسمى أُروِيّة ؛ وهي شاهُ الوحش ؛ وفي طباع هذا الحيوان أنه يأوي الأماكن الوعرة والخشنة من الجبال ؛ ولا يزال مجتمعاً ، فإذا كان في وقت الولادة تفرّق ؛ وإذا اجتمع في ضَرْع الأنثى لبنٌ امتصته ؛ والذكر إذا ضعُف عن النزو أكل البلوط فتقوى شهوته ، ومتى فقد الأنثى انتزع منيّه بفيه بالامتصاص ، وذلك لشدة الشَّبَق ؛ وهو إذا جُرح عمد إلى الخضرة التي تكون على الحجارة ، فيمضغها ويجعلها على الجرح فيبرأ ؛ وإذا أحسّ بقنّاصٍ وهو في مكانه المرتفع استلقى على ظهره ، ثم يُزجّ بنفسه فينحدر من أعلى الجبل إلى أسفله ، وقَرناه يقيانه ألمَ الحجارة ، ويُسرعان هبوطَه لملاستهما فإنهما من رأسه إلى عَجُزه ؛ وفي طبع هذا الحيوان الحنوّ على ولده والبر بوالديه ؛ أما حنّوه على ولده فإنه إذا صيد منها شيء تبعته أمه واختارت أن تكون معه في الشرك ؛ وأما بره بوالديه ، فإنهما إذا عجزا عن الكسب لأنفسهما أتاهما بما يأكلانه ، وواساهما من كسبه ، فإن عجزا عن الأكل مضغ لهما وأطعمهما ؛ ويقال : إن في قرنيه ثَقْبين يتنفس منهما ، فمتى سُدّا جميعاَ هلك .
ذكر ما وصف به الوعل
وقد وصفه الشعراء ، فمن ذلك ما قاله الصاحب بن عباد :
وأعيَنَ كالذَّرى في سَفلاته . . . سوادٌ وأعلى ظاهر اللون واضحُ
موقّف أنصاف اليدين كأنه . . . إذا راح يجري بالصريمة رامحُ
الصفحة 201
248