كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 9)

"""""" صفحة رقم 202 """"""
وقال أبو الطيب المتنبي :
وأوفَتَ الفُدْر من الوعال . . . مرتدياتٍ بقسِّي الضَّال
نواخسَ الطراف للكفال . . . يكدن يَنفُذن من الطال لها لَحى سودٌ بلا سِبال . . . يصلحن ضحاك الإجلال
كل أثيثٍ نبتُه متْفال . . . لم يُغذَ بالمسك ولا الغوالي
يرضى من الأدهان بالأبوال
ذكر ما قيل في اللمط
واللمط حيوانٌ وحشي يكون ببلاد الغرب الجَوّاني ، قي قدر المهر اللطيف ، له قرونٌ غير متشعبة ، ولا مفاصل لرُكبه ، فهو لا يستطيع النوم إلا مستنداً إلى شجرة أو جدار ، فإذا أريد صيده عمد من يريد ذلك إلى تلك الشجرة التي هي في محلّ مظانّ نومه ، فينشر أكثرها ، ويترك منها يسيراً إلا يحمله ، فإذا استند إليها سقطت وسقط بسقوطها ، فيؤخذ ويُذبح وتُتخذ من جلده دَرَقٌ تباع بالأثمان الغالية ، تردّ طعنة الرمح ورشقة السهم ، ومهما أصابها من الحديد انطوى ، فإن تمكن منها ونُزع وبقي أثره والتحم في اليوم الثاني وخفي أثره ؛ أخبرني بذلك من أثق بقوله .

الصفحة 202