كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 9)
"""""" صفحة رقم 204 """"""
يسافر من التُّبَّت إلى الهند بعد أن يرعى من حشيش التُّبَّت - وهو غير طيّب - فيُلقي ذلك المسك بالهند ، فيكون رديئاً لأنه يحصُل عن ذلك المرعى ، ثم يرعى حشيش الهند الطيب ويعقد منه مسكاً ، ويأتي بلاد التُّبَّت فيلقيه فيها ، فيكون أجودَ مما يلقيه في بلاد الهند ؛ وسنذكر إن شاء الله تعالى خبر المسك في بابه في آخر فنّ النبات في القسم المذيّل به مستوفىً ، فلا فائدة في تكراره ؛ فلنذكرها ما وُصف به الغزال من الشعر .
قال ذو الرُّمة - وذكر محبوبته - :
ذكرتُكِ أن مرت بنا أم شادنٍ . . . أمام المطايا تشرئبّ وتسنَحُ
من المؤلفات الرمل أدماءُ حُرّةٌ . . . شعاعُ الضحى في متنها يتوضّح
هي الشبه أعطافاً وجِيداً ومقلةً . . . وميّةُ أبهى بعدُ منها وأملح
وقال آخر :
وحاليةٍ بالحسن والجيد عاطلٌ . . . ومكحولة العينين لم تكتحل قطّ
على رأسها من قرنها الجَعْد وفرةٌ . . . وفي خدِّها من صُدغها شاهدٌ سَبط
وقد أدمجت بالشحم حتى كأنما . . . ملاءتها من فرط ما اندمجت قمْط
ذكر ما قيل في الأرنب
قال أصحاب الكلام في طبائع الحيوان : إن قضيب الأرنب كذكر الثعلب ، أحد شطريه عظم ، والآخر عصب ؛ وربما ركبت الأنثى الذكر حين الفساد لما فيها من الشَّبَق ، وتسفد وهي حبلى ؛ وهي قليلة الإدرار على ولدها ؛ ويزعمون أنه يكون شهرين ذكراً ، وشهرين أنثى ؛ وحكى ابن الأثير في تاريخه الكامل في حوادث ستة ثلاث وعشرين وستمائة ، قال : وفيها اصطاد صديق لنا أرنباً ، فرآها لها أنثيان وذكر وفر ج أنثى ، فلما شقوا بطنها رأوا فيه خُرَيقين . والأرنب تنام مفتوحة العينين ،
الصفحة 204
248