كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 9)

"""""" صفحة رقم 213 """"""
اخرج فادع بذلك الكنز ، فخرج إسماعيل إلى أجياد - وكان موطناً له - وما يدري ما الدعاء ولا الكنز ، فألهمه الله عز وجل الدعاء ، فلم تبق على وجه الأرض فرس بأرض العرب إلا أجابته ، فأمكنته نواصيها ، وذلّلها له ؛ فاركبوها واعتقدوها ، فإنها ميامين ، وإنها ميراث عن أبيكم إسماعيل عليه السلام والله أعلم .
ذكر ما ورد في فضل الخيل وبركتها وفضل الإنفاق عليها
قال الله عز جل : " الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراً وعلانيةً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون " قال ابن عباس - رضي الله عنهما - : " نزلت في علَفِ الدوابّ " . ورُوي عن أبي أمامة الباهلي أنه قال : " هي النفقة على الخيل في سبيل الله " ، قال الواحدي : " هذا قول أبي الدرداء ومكحول والأوزاعي " ؛ ومن فضل الخيل وشرفها أن الله أقسم بها في كتابه العزيز ، فقال : " والعاديات ضبحاً والموريات قدْحاً فالمغيرات صبحاً فأثرن به نقعاً فوسطن به جمعاً إن الإنسان لربه لكَنودٌ " ؛ وسماها الله تعالى الخير في قوله عز وجل إخباراً عن سليمان عليه السلام : " إذا عُرض عليه بالعشيّ الصافنات الجياد فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب " ؛ وفي الحديث الصحيح عن مالك بن أنس ، عن نافع ، عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهم - عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أنه قال : " الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة " رواه البخاري ؛ وفي لفظٍ آخر : " معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة " ؛ ومن طريقٍ آخر عن الشعْبي ، عن عُروة - هو ابن أبي الجعد الأردي البارفي - قيل يا رسول الله : وما ذلك الخير ؟ قال : " الأجر والغنيمة " رواه مسلم .
وعن عروة رضي الله عنه ، قال : رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أتى فرساً أشقر في سوق المدينة مع أعرابي ، فلوى ناصيتها بإصبعه وقال : " الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة " .

الصفحة 213