كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 9)

"""""" صفحة رقم 215 """"""
الله فأطال لها في مرج أو روضة ، فما أصابت في طيلها ذلك من المرج أو الروضة كانت له حسنات ، ولو أنها قطعت طيلها فاستنت شرفاً أو شرفين كانت آثارها وأرواثها حسنات له ، ولو أنها مرت بنهر فشربت منه ولم يرد أن يسقيها كان ذلك حسنات له ، فهي لذلك أجر ، ورجل ربطها تغنياً وتعففا ، ثم لم ينس حق الله في رقابها ولا ظهورها ، فهي لذلك ستر ، ورجل ربطها فخراً ورياء ونواءً لأهل الإسلام ، فهي على ذلك وزر " . وفي حديث آخر : " الخيل لثلاثة ، هي لرجل أجر ، ولرجل ستر ، وعلى رجل وزر ، فأما الذي هن له أجر فالذي يتخذها في سبيل الله ويعدها له ، فال تغيب شيئاً في بطونها إلى كتب له به أجر ، ولو رعاها في مرج فما أكلت شيئاً إلا كتب له به أجر ، ولو سقاها من نهر كان له بكل قطرة تغيبها في بطونها - حتى ذكر الأجر في أبوالها وأرواثها - ولو استنت شرفاً أو شرفين كتب له بكل خطوة تخطوها أجر ، وأما الذي هي له ستر فالذي يتخذها تعففاً وتكرماً وتجملاً ، ولم ينس حق ظهورها وبطونها في عسرها ويسرها ، وأما الذي هي عليه وزر يتخذها أشرا وبطراً وبذخا ورثاء الناس ، فذلك الذي هي عليه وزر " .
شرح غريب هذين الحديثين
الطول والطيل بالواو والياء : الحبلى ، وكذلك الطويلة . وقوله : استنت ، أي عدت لمرحها ونشاطها ولا راكب عليها . والشرف : ما يعلو من الأرض ، وقيل : الطلق ، فكأنه ( صلى الله عليه وسلم ) يقول : جرت طلقاً أو طلقين ، بمعنى شوط أو شوطني . والأشر والبطر : شدة المرح . والبذخ بفتح الذال وبالخاء المعجمتين : الكبر . ونواء لأهل الإسلام معاداة لهم ، من ناوأه نواء ومناوأة ، وأصله من ناء إليك ونؤت إليه ، أي نهضت .

الصفحة 215