كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 9)

"""""" صفحة رقم 217 """"""
فبعيد أن يكون فيها شؤم على ما جاء في الحديث ، وقد تأول العلماء ذلك أن معناه على اعتقاد الناس في ذلك ، لا أنه خبر من النبي ( صلى الله عليه وسلم ) عن إثبات الشؤم .
وعن مكحول ، قال : قيل لعائشة - رضي الله عنها - : إن أبا هريرة يقول : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " الشؤم في ثلاثة : في الدار والمرأة والفرس " فقالت : لم يحفظ أبو هريرة ، لأنه دخل ورسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يقول : " قاتل الله اليهود ، يقولون : الشؤم في ثلاثة : في الدار والمرأة والفرس " ، فسمع آخر الحديث ولم يسمع أوله . وسنذكر الحديث والكلام عليه - إن شاء الله تعالى - في موضعه .
وعن أنس - رضي الله عنه - قال : لم يكن شيء أحب إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بعد النساء من الخيل .
وعن معقل بن يسار - رضي الله عنه - قال : ما كان شيء أحب إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) من الخيل ، ثم قال : اللهم غفراً إلا النساء . وعن زيد بن ثابت - رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يقول : " من حبس فرساً في سبيل الله كان ستره من النار " .
وعن محمد بن عقبة ، عن أبيه ، عن جده ، قال : أتينا تميماً الداري وهو يعالج عليق فرسه بيده ، فقلنا له : يا أبا رقية ، أما لك من يكفيك ؟ قال : بلى ، ولكنني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يقول : " من ارتبط فرساً في سبيل الله فعالج عليقه بيده كان له بكل حبة حسنة .
وروى أن روح بن زنباع الجذامي زار تميماً الداري فوجده ينقى لفرسه شعيرا ، ثم يلعفه عليه وحوله أهله ، فقال له روح : أما كان لك من هؤلاء من يكفيك ؟ قال تميم : بلى ، ولكنني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يقول : ما من امرئ مسلم ينقى لفرسه شعيراً ثم يعلفه عليه إلا كتب الله له بكل حبة حسنة رواه الإمام أحمد في مسنده .
وروى أن معاوية بن أبي سفيان قال لأبن الحنظلية : حدثنا حديثا سمعته من رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يقول : من ارتبط فرساً في سبيل الله

الصفحة 217