كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 9)

"""""" صفحة رقم 218 """"""
كانت النفقة عليه كالماد يده بصدقة لا يقطعها ، وفي حديث آخر عنه : لا يقبضها .
ذكر ما جاء في فضل الطرق
روي عن أبي عامر الهوزني ، عن أبي كبشة الأنماري ، أنه أتى رجلاً فقال : أطرقني من فرسك ، فإني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يقول : من أطرق مسلماً فرساً فأعقب له الفرس كتب الله له أجر سبعين فرساً يحمل عليها في سبيل الله ، وإن لم يعقب كان له كأجر فرس حمل عليه في سبيل الله عز وجل رواه الطبراني في المعجم الكبير .
وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : ما تعاطى الناس بينهم شيئاً قط أفضل من الطرق ، ويطرق الرجل فحله فيجرى له أجرة ويطرق كبشه فيجرى له أجره . والله الموفق للصواب ، وإليه المراجع المآب ، حسبنا الله وكفى .
ذكر ما جاء من دعاء الفرس الفرس لصاحبه
حكي الأبيوردي في رسالته ، قال : حكى عبد الرحمن بن زياد أنه لما نزل المسلمون مصر كانت لهم مراغة للخيل ، فمر حديج بن صومي بأبي ذر - رضي الله عنه - وهو يمرغ فرسه الأجدل ، فقال : ما هذا الفرس يا أبا ذر ؟ قال : هذا فرس لي ، لا أراه إلى مستجاباً ، قال : وهل تدعو الخيل فتجاب ؟ قال : نعم ، ما من ليلة لا والفرس يدعو فيها ربه يقول : اللهم إنك سخرتني لأبن آدم ، وجعلت رزقي بيده ، فاجعلي أحب إليه من أهله وماله ، اللهم أرزقه مني ، وأرزقني على يده . وروي أن هذا الخبر عن معاوية بن حديح ، عن أبي ذر ، وكلاهما روى عن عبد الله بن عمر ، ومعاوية هذا يعد من الصحابة الذين سكنوا مصر ، وفي حديثه عن أبي ذر " أحب إليه من أهله وولده " الحديث ، وزاد فيه : فمنها المستجاب ، ومنها غير المستجاب ، ولا أرى فرسي هذا إلا مستجاباً . ورواه النسائي في كتاب الخيل من سننه ، ولفظه : قال

الصفحة 218