كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 9)

"""""" صفحة رقم 223 """"""
ذكر ما جاء في إكرام الخيل ومنع إذالتها
روى أبو داود في المراسيل ، عن نعيم بن أبي هند - رضي الله عنه - أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أتى بفرس ، فقال إليه يمسح وجهه وعينيه ومنخريه بكم قميصه ، فقيل : يا رسول الله ، تمسح بكم قميصك ؟ فقال : " إن جبريل عاتبني في الخيل " ، وفي حديث آخر : أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) مسح بطرف ردائه وجه فرسه ، وقال : " إني عوتبت الليلة في إذالة الخيل " . وعن الوضين بن عطاء - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " لا تقودوا الخيل بنواصيها فتذلوها . وعن مكحول - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " أكرموا الخيل وجللوها . وعن مجاهد - رضي الله عنه - قال : أبصر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إنساناً ضرب وجه فرسه ولعنه ، فقال : " هذه مع تلك " لتمسنك النار إلى أن تقاتل عليه في سبيل الله ، فجعل الرجل يقاتل عليه إلى أن كبر وضعف ، وجعل يقول : اشهدوا اشهدوا . وعن زيد بن ثابت - رضي الله عنه - أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قضى في عين الفرس ربع ثمنه . وعن رعوة البارقي قال : كانت لي أفراس فيها فحل شراؤه عشرون ألف درهم ، ففقأ عينه دهقان ، فأتيت عمر - رضي الله عنه - فكتب إلى سعد بن أبي وقاص أن خير الدهقان بني أن يعطيه عشرين ألفاً ويأخذ الفرس ، وبين أن يغرم ربع الثمن ، فقال الدهقان : مال أصنع بالفرس ؟ فغرم ربع الثمن . وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : ما من ليلة إلا ينزل ملك من السماء يحس عن دواب العزاة الكلال إلا دابة في عنقها جرس .
ذكر ما ورد من الأمر بارتباط الخيل وما يستحب في الخيل من ألوانها وشياتها وذكورها وإناثها
قال الله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا " ، قال الزمخشري في تفسيره : اصبروا على الدين وتكاليفه ، وصابروا أعداء

الصفحة 223