كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 9)
"""""" صفحة رقم 227 """"""
ذكر ما ورد جاء في شؤم الفرس وما يذم من عصمها ورجلها
روي عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال : " الشؤم في الدار والمرأة والفرس " . وفي لفظ عنه ( صلى الله عليه وسلم ) : " الشؤم في ثلاثة : في الفرس والمرأة والدر " . وقد قيل في هذا الحديث : إن المراد بالشؤم : شؤم المرأة إذا كانت غير ولود ، وشؤم الفرس إذا لم يغز عليها وشؤم الدار جار السوء ، قال معمر .
وقد صح عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أنه قال : " البركة في ثلاث : في الفرس والمرأة والدار " . وسئل سالم بن عبد الله - وهو راوي هذا الحديث عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) - ما معناه ؟ فقال : قال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : " إذا كان الفرس ضروباً فهو مشئوم ، وإذا كانت المرأة قد عرفت زوجاً قبل زوجها فحنت إلى الزوج الأول فهي مشئومة ، وإذا كانت الدار بعيدة من المسجد لا يسمع منها الأذان والإقامة فيه مشئومة ، وإذا كن بغير هذا الوصف فهن مباركات " .
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : كان النبي ( صلى الله عليه وسلم ) يكره الشكال من الخيل . والشكال : أن يكون الفرس في رجله اليمنى بياض وفي يده اليسرى ، أو في يده اليمنى وفي رجله اليسرى ، قال أبو داود : أي مخالف ، رواه مسلم وأبو داود وابن ماجة ، ورواه الترمذي والنسائي ، ولفظهما : أنه كان يكره الشكال في الخيل ، وزاد النسائي : والشكال من الخيل : أن تكون ثلاث قوائم محجلة وواحدة مطلقة ، أو تكون الثلاث مطلقة وواحدة محجلة . وقال شيخنا شرف ا لدين الدمياطي - رحمه الله - : وليس يكون الشكال إلا في الرجل ، ولا يكون في اليد . وهذا الذي زاده النسائي هو قول أبي عبيدة . وقال ابن دريد : الشكال : أن يكون الحجل في يد ورجل من شق واحد ، فإن كان مخالفاً قيل : شكال مخالف . وقال أبو عمر المطرز : وقيل ،
الصفحة 227
248