كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 9)

"""""" صفحة رقم 229 """"""
وعنه - رضي الله عنه - أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) سابق بين الخيل التي قد ضمرت من الحفياء ، وكان أمدها ثنية الوداع ، وسابق بين الخيل التي لم تضمر من الثنية إلى مسجد بني زريق ، وأن ابن عمر كان ممن سابق بها . قال سفيان الثوري : بين الحفياء إلى ثنية الوداع خمسة أميال أو ستة ، ومن الثنية إلى مسجد بني زريق ميل . وقال موسى بن عقبة : بين الحفياء وثنية الوداع ستة أميال أو سبعة ، وبين الثنية والمسجد ميل أو نحوه ، رواه البخاري ويغره .
وفي لفظ آخر عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) سبق بين الخيل ، فجعل غاية المضمرة من الحفياء إلى ثنية الوداع ، وما لم يضمر من ثنية الوداع إلى مسجد بني زريق ، قال ابن عمر : فجئت سابقاً فطفر بي الفرس المسجد .
وذكر بأن بنين في كتابه أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) سابق بين الخيل على حلل أتته من اليمن ، فأعطى السابق ثلاث حلل ، والمصلى حلتين ، والثالث حلة ، والرابع ديناراً ، والخامس درهماً ، والسادس قصبة ، وقال : " بارك الله فيك وفي كلكم وفي السابق والفسكل " . وروي البلاذري عن ابن سعد عن الواقدي ، عن سليمان بن الحارث ، عن عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد عن أبيه عن جده ، قال : أجرى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) الخيل ، فسبقت على فرس رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) الظرب فكساني برداً يمانياً .
وعن الواقدي ، عن سليمان بن الحارث ، عن الزبير بن المنذر بن أبي أسيد ، قال : سبق أو أسيد الساعدي على فرس رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لزاز ، فأعطاه حلة يمانية .

الصفحة 229