كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 9)
"""""" صفحة رقم 233 """"""
وقال الجاحظ : كانت العرب تعد السوابق ثمانية ، ولا تجعل لما جاوزها حظاً ، فأولها السابق ، ثم المصلى ، ثم المقفى ، ثم التالن ، ثم العاطف ، ثم المذمر ، ثم البارع ، ثم اللطيم ، وكانت العرب تلطم وجه الآخر وإن كان له حظ . وقال ابن الأجدابي : المحفوظ عن العرب السابق والمصلي والسكيت الذي هو العاشر ، وأما باقي الأسماء فأراها محدثة ، والفسكل : الذي يأتي آخر الخيل في الحلبة . وقال غيره : وما يجيء بعد هذه - يعني العشرة - فهو المقردح ، وانشد على ذلك :
قد سبق الخيل الهجان الأقداح . . . وأقبلت من بعده تُقردحُ
والفسكل : الذي يجيء في آخريات الخيل ، والذي يجيء بعده القاشور ، وما جاء بعد ذلك لاحظ له ولا اعتداد به ، وقيل : السكيت والفسكل والقاشور بمعنى واحد .
ومما يتصل بهذا الفصل ترتيب عدو الفرس - وأوله الخبب ، ثم التقريب ، ثم الإمجاج ، ثم الإحضار ، ثم الإرخاء ، ثم الأهداب ، ثم الإهماج .
كيفية تضمير الخيل
قد حكي ابن بنين أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) كان يأمر بإضمار خيله بالحشيش اليابس شيئاً بعد شيء ، وطيا بعد طي ، ويقول : " أرووها من الماء ، واسقوها غدوة وغشياً ، وألزموها الحلال . . . فتصفو ألوانها ، وتتسع جلودها " . وأمر ( صلى الله عليه وسلم ) أن يقودوها في كل يوم مرتين ، ويؤخذ منها من الجري الشوط والشوطان ، ولا تركض حتى تنطوى . قال الشيخ - رحمة الله - : والتضمير : تقليل علفها مدة ، وإدخالها بيتاً كنيناً ، وتجليلها
الصفحة 233
248