كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 9)
"""""" صفحة رقم 234 """"""
فيه لتعرق ويجف عرقها ، فيصلب لحمها ويخف ، وتقوى على الجري ، يقال : ضمرت الفرس وأضمرته .
ذكر ما يقسم لصاحب الفرس من سهام الغنيمة والفرق في ذلك بين العراب والهجن والبرازين
عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) جعل للفرس سهمين ، ولصاحبه سهماً . وفي لفظ : قسم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يوم خبير الفرس سهمين ، وللرجل سهماً ، رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجة . وفي لفظ أبي داود : أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أسهم لرجل ولفرسه ثلاثة أسهم : سهماً له ، وسهمين لفرسه ، ولفظ ابن ماجة : أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أسهم يوم خيبر للفارس ثلاثة أسهم : للفرس سهمان ، وللرجل سهم .
وعن مكحول - رضي الله عنه - أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) هجن الهجين يوم خيبر ، وعرب العرب ، للعربي سهمان ، وللهجين سهم . وعن خالد ابن معدان - رضي الله عنه - قال : أسهم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) للعربي سهمين ، وللهجين سهماً .
وعن أبي موسى أن كتب إلى عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما - إنا وجدنا بالعراق خيلاً عراضاً دكا ، فما يرى أمير المؤمنين في سهامها ؟ فكتب : تلك البرازين ، فما قارب العتاق فاجعل له سهماً واحداً ، وألغ ما سوى ذلك . وعن أبي الأقمر قال : أغارت الخيل على الشأم ، فأدركت العرابُ من يومها ، وأدركت الكوادن ضحى الغد ، وعلى الخيل رجل من همدان يقال له المنذر بن أبي حمضة ، فقال : لا أجعل التي أدركت من يومها مثل التي لم تدرك ، ففضل الخيل ، فكتب في ذلك إلى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فقال : " هبلت الوادعي أمه ، لقد أذكرني أمراً كنت أنسيته ، أمضوها على ما قال . والكوادن : جمع كودن ، وهو البرذون ، ومذهب مالك والشافعي وأبي حنيفة التسوية بين العربي وغيره ، إلا أنهم
الصفحة 234
248