كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 9)

"""""" صفحة رقم 235 """"""
جعلوا لكل واحد منهما سهماً واحداً ، قال مالك : ولا أرى البراذين والهجن إلا من الخيل لأن الله تعالى قال في كتابه : " والخيل والبغال والحمير لتركبوها " ، وقال : " وأعدو لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل " قال : فأنا أرى البراذين والهجن من الخيل إذا أجازها الوالي . قال ابن حبيب : الراذين هي العظام ، يريد الجافية الخلقة ، العظمية الأعضاء ، وليست العرابُ كذلك ، فإنها أضمر وأرق أعضاء وأعلى خلقة ، وأما الهجن فهي التي أبوها عربي وأمها من البراذين . قال شيخ - رحمه الله تعالى - : ومذهب جمهور العلماء أنه يقسم للفرسان سهمان ، ولصاحبه سهم على ما فرضه النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، لأن مؤونة الفرس أكثر من مؤونة فارسه ، وغناءه أكثر من غناء الفارس ، فاستحق الزيادة في القسم من أجل ذلك ، قال : وذهب أبو حنيفة إلى أنه يقسم للفرس كما يقسم للرجل ، وقال : لا يكون أعظم منه حرمة ، ولم يتابعه أحد على ذلك إلى شيء يروي عن علي وأبي موسى ، وذهب مالك وأبو حنيفة ومحمد بن الحسن والشافعي إلى أنه لا يقسم إلا لفرس واحد ، ودليلهم ما رواه ابن سعد في طبقاته : أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أمر زيد بن ثابت يوم حنين بإحصاء الناس والغنائم فكان السبي ستة آلاف رأس ، والإبل أربعة وعشرين ألف بعير ، والغنم أكثر من أربعين ألف شاة ، وأربعة آلاف أوقية فضة ، فأخذ من ذلك الخمس ، ثم فض الباقي على الناس ، فكانت سهامهم لكل رجلٍ أربع من الإبل وأربعون شاة ، وإن كان فارساً أخذ اثني عشر من الإبل وعشرين ومائة شاة ، وإن كان معه أكثر من فرس لم يسهم له . وذهب الأوزاعي والثوري والليث بن سعد وأبو يوسف وأحمد ابن حنبل - رحمهم الله - إلى أنه يسهم لفرسين ، وروي مثله عن مكحول ويحيى ابن سعيد

الصفحة 235