كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 9)

"""""" صفحة رقم 36 """"""
وإن شرط أمين الحكم الخيار كتب : وانقضاء مدة الخيار الشرعي الذي اشترطه أمين الحكم البائع لنفسه ثلاثة أيام ، والسبب في هذه المبايعة احتياج المبيع عليه على نفقه ومؤونة وكسوة ولوازم شرعية ، وثبوتُ ذلك عند الحاكم المذكور وثبت عنده أيضاً - أيد الله أحكامه - أن قيمة الدار المذكورة كذا وكذا وهو الثمن المعين أعلاه ، ثبوتاً صحيحاً شرعياً ، بشهادة ذوي عدل : هما فلان وفلان ومهندسين : هما فلان وفلان ، فحينئذ تقدم إذن الحاكم المذكور بالنداء على الدار المذكورة ، وإشهارها بصقعها وغيره في مظان الرغبة فيها مدة ثلاثة أيام ، آخرها اليوم الفلاني ، فلم يسمعها من بذل زيادة على ذلك ، وقد أقام كل من شاهدي القيمة والمهندسين وشاهدي النداء شهادته بما يشهد به فيه عند الحاكم المذكور ، وأعلم تحت رسم شهادتهم علامة الأداء على الرسم المعهود حسب ما تضمنه الحضر الشرعي المؤرخ بكذا وكذا ، وبأعلاه علامة الثبوت ، ومثالها كذا وكذا ، فلما تكامل ذلك عند الحاكم المذكور وسأله من جازت مسأته ، وسوّغت الشريعة المطهرة إجابته الإذن لأمين الحكم المذكور في بيع الدار المذكورة بالثمن المذكور ، والإشهاد عليه بما ثبت عنده فأجاب الحاكم المذكور سؤاله ، وأشهد عليه بثبوت ذلك عنده على الوجه الشرعي وأذن لأمين الحكم في بيع ذلك على ما شرح أعلاه ، فشهد على الحاكم المذكور بذلك من يعينه في رسم شهادته آخره ، فامتثل أمين الحكم ذلك ، وعاقد المشتري المذكور على ذلك كذلك على ما شرح أعلاه ، وبمضمونه شهد على المتعاقدين بتاريخ كذا وكذا .
إذا مات رجل وترك داراً وفي ذمته لزوجته صداق وأثبته ، واشترت الدار من أمين الحكم بمبلغ صداقها ، فالذي يفعل في ذلك أن الزوجة تحضر عدلين يشهدان بشخصه وهو ميت ، ويكتبان لها في ذيل صداقها أنهما عايناه ميتاً ، وإن كانا شاهدي الصداق كان ذلك أجود ، وإن لم يكونا عايناه شهدا بالاستفاضة ، ثم يؤدي شهود العقد والتشخيص عند الحاكم ، ثم تحلف الزوجة ، ويكتب الحلف ، وصورة ما يكتب : أحلفت الشهود لها أعلاه أو باطنه ، فلانة المرأة الكاملة ابنة فلان بالله الذي لا إله إلا هو ، يميناً شرعية ، مؤكدة مستوفاة جامعة لمعاني الحلف ، إنها مستحقة في تركة المصدق المسمى باطنه فلان مبلغ صداقها عليه وإن الشاهدين بذلك صادقان فيما شهدا لها به من ذلك ، وإن ذمته لم تبرأ من الصداق المذكور ولا من شيء منه ، وإنها

الصفحة 36