كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 9)

"""""" صفحة رقم 74 """"""
فإن وفي العبد مال الكتابة كتب ما مثاله : أقر فلان بأنه قبض وتسلم من مملوكه فلان المسمى باطنه جميع المبلغ المعين باطنه ، وهو كذا وكذا ، على حكم التنجيم باطنه ، وصار ذلك بيده وقبضه وحوزه ، فبحكم ذلك صار فلان حراً من أحرار المسلمين ، على ما تقدم ويؤرخ .
فصل
وإن عجز المكاتب من أداء ما كوتب عليه
كتب ما مثاله : حضر إلى شهوده في يوم تاريخه فلان ، وأشهدهم على نفسه أنه كان كاتب عبده المذكور باطنه المكاتبة المشروحة باطنه إلى المدة المعينة باطنه ، وزادت مدة ثانية ، واستحق عليه كذا وكذا عن قسط كذا وكذا شهراً ، لم يقم له بها ، وصدقه العبد على ذلك واعترف بأنه عاجز عن القيام بما حصل عليه ، وأنه سأله بعد الاستحقاق الصبر عليه إلى يوم تاريخه ليسعى في تحصيل ما بقي عليه . . . لقوله ( صلى الله عليه وسلم ) : " المكاتب قن ما بقي عليه درهم " ، وتصادقاً على ذلك ، ويؤرخ . وإن كانا تحاكما عند حاكم كتب ما مثاله : حضر إلى شهوده في يوم تاريخه من ذكر أنه حضر إلى مجلس الحكم المذكور عند سيدنا الفقير إلى الله تعالى فلان الحاكم بالعمل الفلاني ، كل واحد من فلان بن فلان ومملوكه ، وادعى فلان المبتدأ باسمه على مملوكه عند الحاكم المذكور أنه كاتبه على مالٍ جملته كذا وكذا ، فمتى أوفى ذلك كان حراً من أحرار المسلمين ، ومتى عجز عن أدائه ووفائه ولو عن درهم واحد كان قناً باقياً على العبودية ، وأن المدة المذكورة انقضت ، فاستحق عليه كذا وكذا درهماً ، ولم يقم له بها ، وأنه صبر عليه مدة ثانية ، آخرها يوم تاريخه ، ولم يقم له بشيء منها ، فسأل الحاكم المملوك عن ذلك ، فصدق سيده في دعواه ، واعترف بأنه عاجز عن الوفاء ، وأنه لم يقدر على تحصيل ما بقي ، فحينئذ سألا الحاكم المذكور الحكم لهما بما يوجبه الشرع الشريف ، فأذن له الحاكم المذكور في فسخ المكاتبة

الصفحة 74