كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 9)

"""""" صفحة رقم 8 """"""
" بسم الله الرحمن الرحيم " ثم يصلي على النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، ثم يكتب لقب المشهود عليه وكنيته واسمه ، ولقب أبيه وجده وكنيتيهما واسميهما ، إن كانوا ممن يلقبون ويكنون ، وإلا فأسماؤهم كافية ، وينسب المشهود عليه إلى قبيلته ، أو صناعته وحرفته أو مجموع ذلك ، وذلك بحسب ما تقتضيه رتبته وحاله في علو القدر والرفعة ، فإن كان من ذوي الأقدار المشهورين ذكر ألقابه وكناه ، ونسبة إلى قبيلته وحرفته ، إن كانت مما تزيده رفعة وتعريفاً ، وإن كان غير مشهورٍ أو منصبه لكنه ممن يعرفه الشهود بالحلية والنسب قال : وشهود هذا المكتوب به عارفون واستغنى بذلك عن وصف حليته ، وإن كان ممن عرفه بعضهم ولم يعرفه البعض قال : وبعض شهوده به عارفون وذكر حليته ، وإن كان ممن لا يعرفه الشهود جملة ذكر حلاه وضبطها على ما نشرحه عند ذكرنا للحلى ، ثم يذكر المشهود له ويسلك في ألقابه ونعوته وكناه وتعريفه نحو ما تقدم في المشهود عليه بحسب ما تقتضيه حالهُ أيضاً ويذكر بعد ذلك ما اتفقا عليه ، فإذا انتهى إلى آخر الكلام فيه أرخ المكتوب باليوم من الشهر ، وبما مضى من سنين الهجرة النبوية ، ولا بأس أن يؤرخه بالساعة من اليوم ، الاحتمال تعارض مكتوبٍ آخر في ذلك اليوم يناقض هذا المكتوب ، مثال ذلك أن امرأة طلقت في يوم قبل دخول الزوج المطلق بها ، فتزوجت في يومها ، وتمادى الأمر على ذلك ، ثم ادعى مدعٍ أنها تزوجت قبل وقوع الطلاق ولم يكن في الكتاب ما يمنع دعواه ، فإنه يحتاج في مثل هذا ونحوه إلى تحديد الطلاق والزواج بالساعات ، فإن فيه إزالة للشك ، وحسماً لمادة الالتباس ، فإذا كملت كتابه المكتوب استوعبه الكاتب قراءة ، فإن كان على السداد والتحرير أشهد في ذيله عليهما بما اتفقا عليه ، أو على المقر بما أقر به ، وذلك بحسب ما تقتضيه الحال .

الصفحة 8