كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 9)
"""""" صفحة رقم 87 """"""
فإذا وضع الشهود رسم شهادتهم ، وأدوا عند الحاكم ، كتب على ظهره الحلف بعد حلفها ، وصورته : أحلفت المشهود لها باطنه فلانة بالله العظيم الذي لا إله إلا هو ، اليمين الشرعية المستوفاة ، الجامعة لمعاني الحلف ، المعتبرة شرعاً ، أن الزوج المذكور معها باطنة فلاناً سافر عنها من البلد الفلاني ، متوجهاً إلى البلد الفلاني من مدة تزيد على سنة كاملة تتقدم على تاريخه ، وهي مطاوعة له ، أنه تركها معوزة عاجزة عن الوصول إلى ما يجب لها عليه ، من النفقة والكسوة واللوازم الشرعية ، بحكم أنه ليس له موجود - ويصف كل ما في المحضر إلى عند وأنها متسمرة على الطاعة له - وأن من شهد لها باطنه صادق فيما شهد لها به ، فحلفت كما أحلفت ، بالتماسها لذلك على الأوضاع الشرعية ، وبحضور من يعتبر حضوره شرعاً ، بعد تقدم الدعوى وما ترتب عليها ، ويؤرخ .
ثم يكتب الإسجال قرين الحلف أو تحته ، وهو : هذا ما أشهد على نفسه الكريمة سيدنا العبد الفقير إلى الله تعالى فلان الحاكم ، من حضر مجلسه من العدول الواضعي خطوطهم آخره ، أنه ثبت عنده وصح لديه في اليوم الفلاني ، بعد دعوى محررة مقابلة بالإنكار على الوجه الشرعي ، بشهادة من أعلم تحت رسم شهادته باطنه وزكي لديه التزكية الشرعية على الوجه المعتبر الشرعي ، مضمون المحضر المسطر باطنه على ما نص وشرح فيه بكذا وكذا ثبوتاً صحيحاً شرعياً ، وقد أقام كل من الشهود به شهادته عنده بذلك ، وأعلم تحت رسم شهادة كل منهم ما جرت به العادة ، وأحلفت الزوجة المذكورة الحلف المشروح فيه ، فلما تكامل ذلك عنده وصح لديه وعظها ، وأعلمها بما له من الأجر في الصبر على البقاء في عصمة زوجها المذكور ، فأبت الصبر ، وذكرت أن ضرورتها تمنعها من ذلك ، وسألت الحاكم المذكور الإذن لها في فسخ نكاحها من زوجها المذكور ، فحين زالت الأعذار من