كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 9)

"""""" صفحة رقم 9 """"""
وإن احتاج المكتوب إلى إصلاح : من كشط أو ضرب أو إلحاق حرره ، واعتذر في ذيل المكتوب تلو التاريخ قبل وضع رسم الشهادة عما أصلحه فيقول فيه مصلح على كشط كذا وكذا ، وفيه ضرب ما بين كلمة كذا إلى كلمة كذا إن كان الضرب قد أخفى ما كان تحته ، وإن كانت الأحرف المضروب عليها ظاهرة قال : فيه ضرب على كذا وكذا ، وفيه ملحق بين سطوره أو بهامشه كذا وكذا ويشرح ذلك ، ثم يقول : وهو صحيح في موضعه ، معمول به ، معتذر عنه بخط كاتبه .
وإن كان المكتوب في درج موصونٍ بالإلصاق ، أو رق مخروز الأوصال أشار على فواصل الأوصال بقلمه إشارة له يعرفها وتعرف عنه : إما علامته أو اسمه ، ويكتب في آخر أسطره عدد أوصال المكتوب ، وعدة أسطره ، وقد أهمل الكتاب ذلك في غالب مكاتيبهم ، وهو زيادة حسنة في التحرير ، والله أعلم .
وإن كان المكتوب نسخاً متعددة ككتب الأوقاف كتب عند رسم شهادته في كل نسخة عدد النسخ ، والقاعدة عندهم في هذه الصناعة أن الكاتب كلما زادها عرفانا زادته بياناً ، فيكون هذا دأبه في كل ما يكتبه أو غالبه ، والله أعلم بالصواب . ولنذكر كيفية ما يصنعه الكاتب في كل واقعة على معنى ما أورده أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن المخزومي ، المعروف بابن الصيرفي في مختصره الذي

الصفحة 9