كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 10 """"""
ثم الصّدأة ، ثم الخضرة ، ثم الكمتة ، ثم الوردة ، ثم الشّقرة ، ثم الصّفرة ، ثم العفرة ، ثم الشّهبة . هذا ما وقفنا عليه من ألوانها . والله أعلم .
وأما الشّية وجمعها شيات
فقالوا : كلّ لون يخالف معظم لون الفرس فهو شيةٌ . فإذا لم يكن فيه شية فهو أصمّ بهيمٌ من أيّ الألوان كان ، والأنثى أيضاً بهيم . وكذلك فرسٌ مصمتٌ بمنزلة البهيم من أيّ لون كان ، والأنثى مصمتة ، والجمع مصامت . وقد تقدّم ذكر ذلك ، فلنذكر الشّيات .
من الشيّة ، : الغرّة ، والقرحة ، والرّثمة ، والتّحجيل ، والسّعف ، والنّبط ، والصّبغ ، والشّغل ، واللّمظ ، واليعسوب ، والتعميم ، والبلق .
فالغرّة ، : البياض في الوجه ؛ وهي أنواع : لطيمٌ ، وشادخةٌ ، وسائلةٌ ، وشمراخ ، ومتقطّعة ، وشهباء .
فاللّطيم : الذي يصيب البياض عينيه أو إحداهما أو خدّيه أو أحدهما ، والأنثى أيضاً لطيم . فإذا فشت في الوجه ولم تصب العين فهي شادخةٌ . فإذا اعتدلت على قصبة الأنف وإن عرضت في الجبهة فهي سائلةٌ . وإذا دقدت وسالت في الجبهة وعلى قصبة الأنف ولم تبلغ الحجفلة فيه شمراخٌ . وكلّ بياض في جبهة الفرس فشا أو قلّ ينحدر حتى يبلغ المرسن ثم ينقطع فهي غرّة متقطعةٌ . وإذا كان البياض في منخريه ثم ارتفع مصعداً حتى يبلغ بين عينيه ما لم يبلغ جبهته فهي أيضاً غرّة متقطعة . وإذا كان في الغرّة شعر يخالف البياض فهي غرّة شهباء . وقال ابن قتيبة : إن سالت غرته ودقّت فلم تجاوز العينين فهي العصفور . وإن أخذت جميع وجهه غير أنه ينظر في سوادٍ فهي المبرقعة . فإن فشت حتى تأخذ العينين فتبيضّ أشفاهرما فهو مغربٌ . فإن كانت إحدى عينيه زرقاء والأخرى كحلاء فهو أخيف .
وأما القرحة ، وهي دون الغرّة ؛ فقال ابن قتيبة : الغرّة : ما فوق الدّرهم ، والقرحة : قدر الدرهم فما دونه . قالوا : والقرح : كلّ بياض كان في جبهة الفرس ثم انقطع قبل أن يبلغ المرسن . وتنسب القرحة إلى خلفتها في الاستدارة والتثليث والتربيع والاستطالة والقلّة ؛ فإذا قلّت قيل : خفيّة . وإذا كان في القرحة شعر يخالف البياض فهي قرحةٌ شهباء .

الصفحة 10