كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 101 """"""
حتى يعجّلن إلى التّباب . . . كحل العيون وقص الرّقاب
مجرّراتٍ فضل الأذناب . . . مثل مداري الطّفلة الكعاب
كيف لها بأنمرٍ وثّاب . . . منهزت الشّدق حديد النّاب
كأنما يكشر عن حراب . . . يفرسها كالأسد الوثّاب
وقال أبو بكر الصّنوبريّ :
يا لحدب الظّهور قعس الرّقاب . . . لدقاق الخرطوم والأذناب للطافٍ آذانها والخراطي . . . م حداد الأظفار والأنياب
خلقت للفساد مذ خلق الخل . . . ق وللعيث والأذى والخراب
ناقباتٍ في الأرض والسقف والحا . . . ئط نقباً أعيا على النّقّاب
آكلاتٍ كلّ المآكل لا تس . . . أمها شاربات كلّ الشّراب
آلفاتٍ قرض الثياب وقد يع . . . دل قرض القلوب قرض الثياب
وقال في فأرة بيضاء :
وفأرةٍ بيضاء لم تبتذل . . . يوماً لإطعام السّنانير
إذ فأرة المسك سمعنا بها . . . وهذه فأرة الكافور
الزّباب فإنه فأرٌ أصمّ ، يكون في الرمل . والعرب تضرب به المثل في السرقة . يقولون : " أسرق من زبابة " .
الخلد فهو أعمى لا يدرك شيئاً إلاّ بالشّمّ ، إلا أن عينيه كاملتان ، لكن الجفن ملتحمٌ على الناظر لا ينشقّ . وهو ترابيٌّ مستقرٌّ في باطن الأرض ؛ وهي له كالماء للسمك . وليس له على ظهر الأرض قوّةٌ ولا نشاط ؛ بل يبقى مطروحاً كالميّت فتخطفه الجوارح أو يموت . وهو حديد حاسّة الشمّ . ومتى شمّ رائحةً طيّبةً هرب . وهو يحبّ رائحة الكرّاث والبصل ؛ وربما صيد بهما . ومن دأبه طول الكدّ ودوام الحفر . وفي تركيبه أنه لا يفرط في الطّلب ولا يقصّر عنه . وله وقت يظهر فيه لا يخطئه ولا يغلط في المقدار . ويضرب به المثل في حدّة السمع ؛ فيقال : " أسمع من خلدٍ " .
اليربوع فهو حيوان طويل الرّجلين ، قصير اليدين جدّاً . وله ذنبٌ كذنب

الصفحة 101