كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 106 """"""
فيا من رأى بيتاً يضيق بخمسةٍ . . . وفيه قريّاتٌ يسعن مئينا
القمل والصّؤاب قال الجاحظ : ذكروا عن إياس بن معاوية أنه يزعم أنّ الصّئبان ذكورة القمل ، وأنّ القمل من الشكل الذي تكون إناثه أعظم من ذكورته .
قال الجاحظ : والقمل يعتري من العرق والنسخ إذا علاهما ثوبٌ أو ريشٌ أو شعر ، حتى يكون لذلك المكان عفنٌ وخموم . والقملة يكون لونها بحسب لون الشعر في السّواد والبياض والشّمط وفي لون الخضاب ، وينصل إذا نصل . قال : والقمل يعرض لثياب كل إنسانٍ إذا عرض لها الوسخ أو العرق أو الخموم ، إلا ثياب المجذّمين فإنهم لا يقملون . وإذا قمل إنسانٌ وأفرط عليه القمل زابق رأسه فيتناثر القمل . قال : وربما كان الإنسان قمل الطّباع وإن تنظّف و تعطّر وبدّل أثوابه ؛ كما عرض لعبد الرحمن بن عوف والزّبير بن العوّام رضي الله عنهما ، حتى استأذنا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في لباس الحرير ؛ فأذن لهما فيه لهذه الضرورة ولدفع هذا الضرر .
وقد وصف الشعراء القمل في أشعارهم ؛ فمن ذلك قول بعض العقيليّين وقد مرّ بأبي العلاء العقيليّ وهو يتفلّى ، فقال :
وإذا مررت به مررت بقانص . . . متصيّدٍ في شرقةٍ مقرور
للقمل حول أبي العلاء مصارعٌ . . . ما بين مقتولٍ وبين عقير
فكأنهنّ إذا علون قميصه . . . فذٌّ وتوءم سمسمٍ مقشور
ضرج الأنامل من دماء قتيلها . . . حنقٌ على أخرى بعدو مغير
وقال الحسن بن هانئ في رجل اسمه أيّوب :
من ينأ عنه مصاده . . . فمصاد أيّوبٍ ثيابه
يكفيه منها نظرةٌ . . . فتعلّ من علقٍ حرابه
يا ربّ محترزٍ بجي . . . ب الرّدن تكنفه صؤابه
فاشي النّكاية غير مع . . . لومٍ إذا دبّ انسيابه

الصفحة 106