كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 112 """"""
وقد وصفه أبو الفرج الببّغاء فقال :
يا ربّ سربٍ آمنٍ لم يزعج . . . غاديته قبل الصّباح الأبلج
بزّمجٍ أدلق حوشٍ أهوج . . . مضبّر المنكب صلب المنسج
ذي قصبٍ عبلٍ أصمّ مدمج . . . وجؤجؤٍ كالجوشن المدرّج
وعنقٍ سامٍ طويلٍ أعوج . . . ومنسرٍ أقنى فسيح مسرج
منخرق المدخل رحب المخرج . . . ومقلةٍ تشفّ عن فيروزج
ناظرةٍ من لهبٍ مؤجّج . . . وهامةٍ كالحجر المدملج
ومخلبٍ كالمعول المعوّج
ذكر ما قيل في البازي
قالوا : والبازي خمسة أصناف ، وهي البازي ، والزّرّق ، والباشق ، والعفصيّ ، والبيدق .
فأمّا البازي فهو الثاني من الجوارح ، وهو أحرّ هذه الأصناف الخمسة مزاجاً ، لأنه قليل الصبر على العطش . ومأواه مساقط الشجر العاديّة الملتفّة والظلّ الظّليل ومطّرد المياه . وهو لا يتّخذ وكراً إلاّ في شجرة لها شوك . وإذا أراد أن يفرّخ بنى لنفسه بيتاً وسقّفه تسقيفاً جيّداً يقيه من المطر ويدفع عنه وهج الحرّ . وسبيله في البرد أن يدفأ بالنار ويجعل تحت كفّيه وبر الثعالب واللّبود ؛ وفي الصيف أن يجعل في بيت كنينٍ بارد النّسم ويفرش له الرّيحان والخلاف . وهو خفيف الجناح ، سريع الطيران ، يلفّ طيرانه كالتفاف الفواخت ؛ ويسهل عليه أن يزجّ بنفسه صاعداً وهابطاً وينقلب على ظهره حتى يلتقف فريسته . والإناث منه أجرأ على عظام الطير من الذّكور . ويقال : إن الإناث إذا كان وقت سفادها يغشاها جميع أنواع الضّواري : الزّرّق والشاهين والصّقر ،

الصفحة 112