كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 114 """"""
يديه ؛ وكان هناك ثعلبٌ فمرّ به مجتازاً ، فوثب عليه فما أفلت منه إلاّ جريحاً ؛ فقال لذريق : هذا جبّارٌ يمنع حماه . ثم أمر به فضرّي على الصيد ؛ واتخذه الملوك من بعده .
وقد وصفته الشعراء والأدباء ؛ فمن ذلك قول الناشي :
لما تعرّى الليل عن أنساجه . . . وارتاح ضوء الصبح لانبلاجه
غدوت أبغي الصيد من منهاجه . . . بأقمرٍ أبدع في نتاجه
ألبسه الخالق من ديباجه . . . ثوباً كفى الصانع من نساجه
حالٍ من الساق إلى أوداجه . . . وشياً يحار الطّرف في اندراجه
في نسقٍ منه وفي انعراجه . . . وزان فوديه إلى حجاجه
بزينةٍ كفته عزّ تاجه . . . منسره يثنى على خلاجه
وظفره يخبر عن علاجه . . . لو استضاء المرء في إدلاجه
بعينه كفته عن سراجه
وقال ابن المعتزّ يصف عين البازي :
ومقلة تصدقه إذا رمق . . . كأنها نرجسةٌ بلا ورق
وقال أيضاً فيه :
وفتيانٍ غدوا والليل داجٍ . . . وضوء الصبح متّهم الطلوع
كأن بزاتهم أمراء جيشٍ . . . على أكتافها صدأ الدّروع
وقال أيضاً :
ومنسرٍ عضب الشباة دامي . . . كعقدك الخمسين بالإبهام وخافقٍ للصّيد ذي اصطلام . . . ينشره للنّهض والإقدام
كنشرك البرد على المستهام
ووصفه أبو إسحاق إبراهيم بن خفاجة الأندلسيّ فقال من رسالة : طائرٌ يستدلّ بظاهر صفاته ، على كرم ذاته ؛ طوراً ينظر نظر الخيلاء في عطفه كأنما يزهى جبّار ، وتارةً يرمي نحو السماء بطرفه كأنما له هناك اعتبار . وأخلق به أن

الصفحة 114