كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 116 """"""
تأنيسه وجد منه بازٍ خفيف المحمل ظريف الشمائل .
ومن صفاته المحمودة أن يكون صغير المنظر ، ثقيل المحمل ، طويل الساقين والفخذين ، عظيم السّلاح بالنسبة إلى جسمه .
وقال بعض الشعراء يصفه :
إذا بارك الله في طائرٍ . . . فحصّ من الطير إسبهرقي
له هامةٌ كلّلت باللّجين . . . فسال اللّجين على المفرق
يقلّب عينين في رأسه . . . كأنهما نقطتا زئبق
واشرب لوناً له مذهباً . . . كلون الغزالة في المشرق
حمام الحمام وحتف القطا . . . وصاعقة القبج والعقعق
وأحنى عليك إلى أن يعود . . . إليك من الوالد المشفق
فأكرم به وبكفّ الأمير . . . وبالدّستبان إذا يلتقي
وقال أبو الفتح كشاجم :
يسمو فيخفى في الهواء وينكفي . . . عجلاً فينقضّ انقضاض الطارق
وكأن جؤجؤه وريش جناحه . . . خضبا بنقش يد الفتاة العاتق
وكأنما سكن الهوى أعضاءه . . . فأعارهنّ نحول جسم العاشق
ذا مقلةٍ ذهبيّةٍ في هامةٍ . . . محفوفةٍ من ريشها بحدائق
ومخالبٍ مثل الأهلّة طالما . . . أدمين كفّ البازيار الحاذق
وإذا انبرى نحو الطريدة خلته . . . كالرّيح في الأسماع أو كالبارق
وإذا دعاه البازيار رأيته . . . أدنى وأطوع من محبٍّ وامق
وإذا القطاة تخلّفت من خوفه . . . لم يعد أن يهوى بها من حالق
ومن رسالة لبعض فضلاء الأندلس ، جاء منها : كأنما اكتحل بلهب ، أو انتعل بذهب . ملتفٌّ في سبره ، وملتحفٌ بحبره . من سيوفه منقاره ، ومن رماحه أظفاره . ومن اللواتي تتنافس الملوك فيها ، تمسكها عجباً بها

الصفحة 116