كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 119 """"""
ورقّش منه جؤجؤٌ فكأنّه . . . أعارته إعجام الحروف الدّفاتر
فما زلت بالإضمار حتى صنعته . . . وليس يحوز السبق إلاّ الضّوامر
وتحمله منّا أكفٌّ كريمةٌ . . . كما زهيت بالخاطبين المنابر
وعنّ لنا من جانب السّفح ربربٌ . . . على سننٍ تستنّ منه الجآذر
فجلّى وحلّت عقدة السير فانتحى . . . لأوّلها إذ أمكنته الأواخر
يحثّ جناحيه على حرّ وجهها . . . كما فصّلت فوق الخدود المعاجر
وما تمّ رجع الطّرف حتى رأيتها . . . مصرّعةً تهوي إليها الخناجر
وقال عبد الله بن المعتزّ :
وأجدلٍ يفهم نطق الناطق . . . ململم الهامة فخم العاتق
أقنى المخاليب طلوبٍ مارق . . . كأنها نونات كفّ ماشق
ذي جؤجؤٍ لابس وشيٍ رائق . . . كمبتدا الّلامات في المهارق
أو كامتداد الكحل في الحمالق . . . ونجّمت باللّحظ عين الرامق
عشراً من الإوزّ في غلافق . . . فمرّ كالرّيح بعزمٍ صادق
حتى دنا منهنّ مثل السارق . . . ثم علاها بجناح خافق
فطفقت من هالكٍ أو فائق
وقال أيضاً :
وأجدلٍ لم يخل من تأديب . . . يرى بعيد الشيء كالقريب
يهوي هويّ الدّلو في القليب . . . بناظرٍ مستعجمٍ مقلوب
كناظر الأقبل ذي التّقطيب . . . رأى إوزّاً في ثرىً رطيب
فطار كالمستوهل المرعوب . . . ينفذ في الشمال والجنوب

الصفحة 119