كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 122 """"""
رأى من سرعته وضراوته وإلحاحه على صيده ، فأخذه وضرّاه ؛ ثم ريضت له الشّواهين بعد ذلك وعلّمت أن تحوم على رأسه إذا ركب فتظلّه من الشمس ؛ فكانت تنحدر مرّة وترتفع أخرى ، فإذا نزل وقعت حوله .
وقد وصف الشعراء الشواهين وشبّهوها ؛ فمن ذلك قول النّاشي :
هل لك يا قنّاص في شاهين . . . شوذانقٍ مؤدّبٍ أمين
جاء به السائس من رزين . . . ضرّاه بالتّخشين والتّليين
حتى لأغناه عن التلقين . . . يكاد للتثقيف والتّمرين
يعرف معنا الوحي بالجفون . . . يظلّ من جناحيه المزين
في قرطقٍ من خزّه الثمين . . . يشبه من طرازه المصون
برد أنوشروان أو شيرين . . . أحوى مجاري الدّمع والشؤون
ذي منسرٍ مؤلّلٍ مسنون . . . وافٍ كشطر الحاجب المقرون
منعطفٍ مثل انعطاف النون . . . يبدي اسمه معناه للعيون
وقال أبو الفتح كشاجم وبدأ بالكركيّ :
يا ربّ أسراب من الكراكي . . . مطمعة السكون في الحراك
بعيدة المنال والإدراك . . . كدرٍ وبيض اللّون كالأفناك
تقصر عنها أسهم الأتراك . . . ذعرن قبل لغط المكاكي
وقبل تغريد الحمام الباكي . . . بفاتكٍ يربى على الفتّاك
مؤدّب الإطلاق والإمساك . . . ململم الهامة كالمداك
مثل الكميّ في السّلاح الشّاكي . . . ذي منسرٍ ضخمٍ له شكّاك
ومخلبٍ بحدّه بتّاك . . . للحجب عن قلوبها هتّاك
حتى إذا قلت له دراك . . . وحلّقت تسمو إلى الأفلاك

الصفحة 122