كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 124 """"""
ونقلها إلى الديار المصرية . وهذا الطير لا يشتريه غير السلطان ولا يلعب به غير من الأمراء إلا من أنعم السلطان عليه به . والله أعلم .
وممّا أهملوا الكلام فيه الكوهيّة والصيفيّة والزغزغي ، وهو يعدّ من أصناف الصقر . ولم أجد من أثق بنقله وعلمه بهذه الأصناف فأنقل عنه أخلاقها وطبائعها وعاداتها .
وقال أبو إسحاق الصابي في وصف الجوارح من رسالةٍ طرديّة جاء منها : وعلى أيدينا جوارح مؤلّلة المخالب والمناسر ، ومذّربة النّصال والخناجر ، طامحة الألحاظ والمناظر ؛ بعيدة المرامي والمطارح ؛ ذكيّة القلوب والنفوس ، قليلة القطوب والعبوس ؛ سابغة الأذناب ، كريمة الأنساب ؛ صلبة الأعواد ، قويّة الأوصال ؛ تزيد إذا ألحمت شرهاً وقرماً ، وتتضاعف إذا أشبعت كلباً ونهماً . ثم خرج إلى وصف الحمام فقال : فلما أوفينا عليها ، أرسلنا الجوارح إليها ؛ كأنها رسل المنايا ، أو سهام القضايا ؛ فلم نسمع إلا مسمّياً ، ولم نر إلا مذكّياً .
الباب الثاني من القسم الخامس من الفن الثالث في كلاب الطير
ويشتمل هذا الباب على ما قيل في النّسر ، والرّخم ، والحدأة ، والغراب .
وإنما سمّيت هذه الأصناف بالكلاب لأنها تأكل الميتة والجيف وتقصدها وتقع عليها ، فهي في ذلك شبيهة بالكلاب .
النّسر والنّسر ذو منسر وليس بذي مخلب ، وإنما له أظفار حدادٌ كالمخالب . وهو يسفد كما يسفد الديك . وزعم من تكلّم في طبائع الحيوان أنّ الأنثى من هذا النوع تبيض من نظر الذّكر إليها ، وأنها لا تحضن بيضها وإنما تبيض في الأماكن العالية التي يقرعها حرّ الشمس وهجيرها ، فيقوم ذلك للبيض مقام الحضن .

الصفحة 124