كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 130 """"""
وألطف وأيبس . قال : وهو يزيد في الدّماغ الفهم ، ويزيد في المنيّ .
وقال أبو طالب المأمونيّ :
قد بعثنا بذات حسنٍ بديعٍ . . . كنبات الرّبيع بل هو أحسن
في رداءٍ من جلّنارٍ وآسٍ . . . وقميصٍ من ياسمينٍ وسوسن
وقال آخر :
صدورٌ من الدّرّاج نمّق وشيها . . . وصلن بأطراف اللّجين السّواذج
وأحداق تبرٍ في خدود شقائقٍ . . . تلألأ حسناً كاشتعال المسارج
وأذناب طلع في ظهور ملاعقٍ . . . مجزّعة الأعطاف صهب الدّمالج
فإن فخر الطاوس يوماً بحسنه . . . فلا حسن إلاّ دون حسن الدّارج
الحباري وتسمّيه أهل مصر الحبرج . قال الجاحظ : والحباري أشدّ الطير طيراناً وأبعدها سقطاً وأطولها شوطاً وأقلّها عرجةً ؛ وذلك أنه يصاد بالبصرة فيشقّ عن حوصلته بعد الذّبح فتوجد فيها الحبّة الخضراء لم تتغيّر ولم تفسد ؛ والحبّة الخضراء من شجر البطم ومنابتها جبال الثغور الشاميّة . والحباري له خزانة بين دبره وأمعائه ، لا يزال فيها سلحٌ رقيق لزجٌ ؛ فمتى ألحّ عليه جارحٌ ذرق عليه فتمعّط ريشه . ولذلك يقال : الحباري سلاحه سلاحه .
قال الشاعر :
وهم تركوك أسلح من حباري . . . رأى صقراً وأشرد من نعام
وهو يغتذي بسلحه إذا جاع . ويقال : الحباري دجاجة البرّ تأكل كل ما دبّ حتى الخنافس ؛ فلذلك يعاف أكله .
ووصف أبو نواس الحباريات فقال :

الصفحة 130