كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 132 """"""
رزئته روضةً تروق لوم . . . أسمع بروضٍ سعى على قدم
متوّجاً خلعةً حباه بها . . . ذو الفطر المعجزات والحكم
كأنه يزدجرد منتصباً . . . يبني فيعلي مآثر العجم
يطبق أجفانه ويحسر عن . . . فصّين يستصحبان في الظّلم
أدلّ بالحسن فاستذال له . . . ذيلاً من الكبر غير محتشم
ثم مشى مشية العروس فمن . . . مستظرفٍ معجبٍ ومبتسم
الدّيك والدّجاج قالوا : والدّجاج ثلاثة أصناف : نبطيّ وهو ما يتّخذ في لقرى والبيوت ، وهندي وهو عظيم الخلق يتّخذ لحسن شكله ، وحبشيّ وهو نوعٌ بديع الحسن أرقط : نقطةٌ سوداء ونقطةٌ بيضاء ، وله قرطان أخضران .
قالوا : والدّجاجة تجمع البيض بعد السّفاد في أحد عشر يوماً ؛ وهي تبيض في السنة كلها ما خلا شهرين شتويين . والذي عرفناه نحن بديار مصر أنّ البيض لا ينقطع أبداً في الفصول الأربعة ، فيدلّ على أنها تبيض دائماً . ومن الدّجاج ما يبيض في اليوم مرّتين . والبيضة تكون عند خروجها ليّنة القشر جدّاً ؛ فإذا أصابها الهواء يبست . وربما وجد في البيضة محّان . وقال أرسطو : باضت دجاجةٌ فيما مضى ثماني عشرة بيضةً لكل بيضة محّان ، ثم حضنت البيض فخرج من كل بيضة فرخان ، أحدهما أظم جثةً من الآخر .
والدّجاجة تحضن عشرين يوماً . وخلق الفرّوج يتبيّن إذا مضت عليه ثلاثة أيام . ويعرف الذّكر من الأنثى بأن يعلّق الفرّوج برأسه فإن تحرّك فذّكرٌ ، وإن سكن فأنثى . قال الجاحظ : والفرخ يخلق من البياض ويغتذي بالصّفرة ويتمّ خلقه لعشرة أيام ؛ والرأس وحده يكون أكبر من سائر جسده . والدّجاجة إذا هرمت لم يكن لبيضها محّ ، وإذا لم يكن له محّ لا يخلق منه فروجٌ .
والدّجاجة تخشى ابن آورى دون سائر السّباع ؛ وذلك أنه يمرّ عليها في القرى ما يمرّ من السباع وغيرها فلا تخشاه ؛ فإذا مرّ عليها ابن آوى وهي على سطحٍ نالها من الفزع منه ما تلقي به نفسها إليه . وهي إذا قابلت الدّيك تشهّته ورامت السّفاد . والدّجاجة توصف بقلةّ النوم . والفرّوج يخرج من البيضة كاسياً كاسباً ، سريع الحركة ، يدعى فيجيب ويتبع من يطعمه ؛ ثم هو كلّما كبر ماق وحمق وزال كيسه . وهو مشترك

الصفحة 132