كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 134 """"""
منه بدون حاجته توفيراً عليهن . قالوا : والدّيكة تعظم بدبيل السّند حتى تكون مثل النّعام . وقال الشيخ الرئيس أبو عليّ بن سينا : إنّ مرقة الديوك العتق لها خاصّيّات ، سنذكرها . قال : والوجه الذي ذكره جالينوس في طبخها أن تذبح بعد علفها وبعد إعدائها إلى أن تنبت فتسقط فتذبح ، ثم يخرج ما في بطنها ويملأ بطنها ملحاً ويخاط ويطبخ بعشرين قسطاً ماءً حتى ينتهي إلى الثّلث ويشرب . قال : ثم يزاد في ذلك ما نذكره . قال : وأجود الدّيكة ما لم يصقع بعد . وأجود الدّجاج ما لم يكن يبض ، والعتيق رديءٌ . قال : ولحم الفراريج أحرّ من لحم الدّجاج الكبير . وخصيّ الدّيوك محمودٌ سريع الهضم . ومرقة الدّيوك المذكورة توافق الرّعشة ووجع المفاصل . ولحم الدّجاج الفتيّ يزيد في العقل ، ودماغها يمنع النّزف الرّعافيّ العراض من حجب الدّماغ . ومرقة الدّيوك المّكور نافعةٌ من الرّبو . ولحم الدّجاج يصفّي الصوت . ومرقة الدّيك الهرم المعمولة بالقرطم والشّبث تنفع من جميع ذلك . ومرقة الدّيوك نافعة لوجع المعدة من الرّيح ، وتنفع القولنج جدّاً . ولحم الدّجاج الفتيّ يزيد في المنيّ ؛ والمرقة المذكورة مع البسفايج تسهّل السّوداء ، ومع القرطم تسهّل البلغم . وقد تطبخ بالأدوية القابضة للسّحج ، وباللبن لقروح المثانة . والمرقة نافعةٌ من الحمّيات المزمنة . قال : والدّجاج المشقوق عن قلبه أو الديك يوضع على نهش الهوامّ ويبدّل كلّ ساعة فيمنع من فشوّ السّم . وفي السموم المشوبة يتحسّى طبيخه بالشّبث والملح ويتقيّأ .
ومن الحكايات التي تعدّ من خرافات العرب ما حكاه بعضهم عن الرّياشيّ قال : كنّا عند الأصمعيّ ، فوقف عليه أعرابيّ فقال : أنت الأصمعي ؟ قال : نعم ؛ قال : أنت أعلم أهل الحضر بكلام العرب ؟ قال : يزعمون ؛ قال : ما معنى قول أميّة بن أبي الصّلت :

الصفحة 134