كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 137 """"""
نوء السّماكين وريّاهما . . . نور تلالا بعد إيماضه ضو
فقلت : ما الضّو يا أخا العرب ؟ فقال :
ضوءٌ تلالا في دجى سائرٌ راكبٌ . . . مقمرةٍ مسفرة لو
فقلت : لو إيش يا أخا العرب ؟ فقال :
لو مرّ فيها سائرٌ راكبٌ . . . على نجيب الأرض منطو
فقلت : منطو إيش يا أخا العرب ؟ فقال :
منطوي الكشح هضيم الحشى . . . كالباز ينقضّ من الجوّ
فقلت : ما الجوّ يا أخا العرب ؟ فقال :
جوّ السما والريح تعلو به . . . فاشتمّ ريح الأرض فاعلوّ
فقلت : فاعلوّ إيش يا أخا العرب ؟ فقال :
فاعلو لما قد فات من صيده . . . لا بدّ أن تلقى ويلقوا
فقالت : ماذا يلقوا يا أخا العرب ؟ فقال :
يلقوا بأسيافٍ يمانيّةٍ . . . وعن قليلٍ سوف يفنوا
فقلت : ما يفنوا يا أخا العرب ؟ فقال :
إن كنت تنكر ما قلته . . . فأنت عندي رجلٌ بوّ
فقلت : وما البوّ يا أخا العرب ؟ فقال :
البوّ من يفقد عن أمّه . . . يا أحمق الناس فرح أو
فقلت : أو إيش ؟ فقال :
تندفع الكّف بصفع القفا . . . تسمع ما بينهما قوّ
فقلت : يا أخا العرب ، هل لك في الضيافة ؟ فقال : لا يأبى الكرام إلاّ لئيم ؛ فأتيت به منزل . ثم ساق الحكاية بنحو ما تقدّم ، إلا أنه قال : فأتيته في اليوم الثاني بثلاث دجاجات ، وقلت نحن كما علمت ، اقسمها بيننا أزواجاً ؛ فقال : أنت وابناك ودجاجة زوج ، وامرأتك وابنتاها ودجاجة زوج ، وأنا ودجاجة زوج . وساق خبر الخمسة في اليوم الثالث كما تقدّم .
ذكر شيء مما وصفت به الشعراء البيضة والدّجاجة والدّيك
فمن ذلك ما وصفوا به البيضة . قال أبو الفرج الأصبهانيّ من أبيات :

الصفحة 137