كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 138 """"""
فيها بدائع صنعةٍ ولطائفٌ . . . ألّفن بالتّقدير والتلفيق
خلطان مائيّان ما اختلطا على . . . شكر ومختلف المزاج رقيق
فبياضها ورقٌ وزئبق محّها . . . في حقّ عاج بطّنت بدبيقي
وقال شاعر : وصفراء في بيضاء رقت غلالةٌ . . . لها وصفاً ما فوقها من ثيابها
جمادٌ ولكن بعد عشرين ليلةً . . . ترى نفسها معمورةً من خرابها
وقال كشاجم من أبيات يذكر فيها جونةً أهديت إليه وفيها بيض مسلوقٌ مصبوغٌ أحمر :
وجاءنا فهيا ببيض أحمر . . . كأنه العقيق ما لم يقشر
حتى إذا قدّمه مقشّراً . . . أبز من تحت عقيقٍ دررا
يخال أنّ الشطر منه من لمح . . . أعاره تلوينه قوس قزح
ومما قيل في الدّجاجة والدّيك
قال الشاعر :
غدوت بشربةٍ من ذات عرقٍ . . . أبا الدّهناء من حلب العصير
وأخرى بالعقنقل ثم رحنا . . . نرى العصفور أعظم من بعير
كأن الديك ديك بني نمير . . . أمير المؤمنين على السّرير
كأن دجاجهم في الدار رقطاً . . . وفود الروم في قمص الحرير
فبتّ أرى الكواكب دانياتٍ . . . ينلن أنامل الرجل القصير
أدافعهنّ بالكفّين عنّي . . . وأمسح جانب القمر المنير
وقال أبو بكر الصّنوبريّ من أبيات يصف ديكاً :
مغرّد الليل ما يألوك تغريداً . . . ملّ الكرى فهو يدعو الصبح مجهودا
لما تطرّب هزّ العطف من طربٍ . . . ومدّ للصوت لمّا مدّه الجيدا
كلا بسٍ مطرفاً مرخٍ جوانبه . . . تضاحك البيض من أطرافه السّودا

الصفحة 138