كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 14 """"""
دارة ، أو في بطنه شعر منتشرٌ ، أو على سرّته دارة ، أو كانت أسنانه طالعةً على جحفلته ، أو له سنّان ناتئان بمنزلة أنياب الخنزير ، أو في لسانه خطط سودٌ لا خضر ، وما كان منها أدبس أو أبيض أو أصفر أو أشهب تعلوه حمرةٌ وداخل جحافله ولهواته وخارج لححيته سواد ، وما كان منها أدهم وداخل جحافله أبيض ، أو في لهواته وداخل شدقه نقطٌ سود وجحفلته خارجها منقّط كحبّ السمسم ، أو على منسجه دارتان ، أو على خصييه وبرٌ أسود مخالفٌ للونه ، أو كان في جبهته شعراتٌ مخالفةٌ للونه ، أو ما كان منها حين ينتج يرى خصياه ظاهرين ، فهذه العلامات زعم حنةً الهنديّ أنه لا ينبغي لأحد أن يرتبط دابةً بها شيءٌ منها . وزعم أنه يستحبّ أن يربط ما كان في صدره أربع نقطٍ في أربعة مواضع ، أو شعر ملتفّ عرضاً وطولاً ، أو شعر ملتو .
وأما ما قيل طبائعها وعاداتها ، والمحمود من صفاتها ، ومحاسنها ، والعلامات الدالّة على جودة الفرس ونجابته
: قالت العرب : والخيل نوعان : عتيقٌ وهو المسمى فرساً ، وهجين وهو المسمّى برذوناً . والفرق بينهما أنّ عظم البرذون أغلظ من عظم الفرس ؛ وعظم الفرس أصلب وأثقل من عظم البرذون ؛ والبرذون أحمل من الفرس ، والفرس أسرع من البرذون ؛ والعتيق بمنزلة الغزال ، والبرذون بمنزلة الشاة . وفي طبع الفرس : الزّهو ، والخيلاء ، والعجب ، والسرور بنفسه ، والمحبّة لصاحبه . وفي طبعه : أنه لا يشرب الماء إلا كدراً ، حتى إنه يرد الماء وهو صافٍ فيضرب بيده فيه حتى يكدّره ويعكّره . وربما ورد الماء الصافي وهو عطشان فيرى خياله فيه فيتحاماه ويأباه ، وذلك لفزعه من الخيال الذي يراه في الماء . وهو يوصف بحدّة البصر . وفي طبعه : أنه متى وطئ أثر الذئب خدرت قوائمه حتى لا يكاد يتحرّك ، ويخرج الدّخان من جلده ؛ وإذا وطئته الأنثى وهي حامل أزلقت . والأنثى من الخيل تحمل سنةً كاملةً ؛ هذا هو المعروف من عادتها . وأخبرني بعض من أثق إلى قوله أنه كان يملك حجراً تحمل ثلاثة عشر شهراً . وسمعت أن عند التّتر جنساً من خيلها تحمل الفرس منها تسعة أشهر وتضع . وقال لي الناقل : إنّ هذا أمر مشهور عندهم معروف مألوف لا ينكرونه ولا يتعجبون .

الصفحة 14