كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 140 """"""
بشرّ بالصبح هاتفٌ هتفا . . . صاح من اللّيل بعد ما انتصفا
مذكّرٌ بالصّبوح صاح لنا . . . كأنّه فوق منبرٍ وقفا
صفّق إمّا ارتياحةً لسنا ال . . . فجر وإمّا على الدّجى أسفا
وقال أيضاً فيه :
وقام فوق الجدار مشترفٌ . . . كمثل طرفٍ علاه أسوار
رافع رأسٍ طوراً وخافضه . . . كأنما العرف منه منشار
وقال السّريّ الرّفّاء :
كشف الصباح قناعه فتألّقا . . . وسطا على اللّيل البهيم وأبرقا
وعلا فلاح على الجدار وشّحٌ . . . بالوشي توّج بالعقيق وطوّقا
مرخٍ فضول التاج من لبّاته . . . ومشمّرٌ وشياً عليه منمّقا
وقال أبو الفرج عليّ بن الحسين الأصفهانيّ يرثي ديكاً ويصفه :
ابنيّ منزلنا ونشو محلّنا . . . وغذىّ أيدينا نداء مشوق
لهفي عليك أبا النّذير لو أنّه . . . دفع المنايا عنك لهف شقيق
وعلى شمائلك اللّواتي ما نمت . . . حتى ذوت من بعد حسن سموق لما بقعت وصرت علق مضنّةٍ . . . ونشأت نشو المقبل الموموق
وتكاملت جمل الجمال بأسرها . . . لك من جليلٍ خالصٍ ودقيق
وكسيت كالطاوس ريشاً لامعاً . . . متلألئاً ذا رونقٍ وبريق
من صفرةٍ مع خضرةٍ في حمرةٍ . . . تخييلها يخفى على التّحقيق
عرضٌ يجلّ عن القياس وجوهرٌ . . . لطفت معانيه عن التّدقيق
وكأنّ سالفتيك تبرٌ سائلٌ . . . وعلى المفارق منك تاج عقيق
وكأنّ مجرى الصوت منك ، إذا نبت . . . وجفت عن الأسماع بحّ حلوق ،
نايٌ رقيقٌ ناعمٌ قرنت به . . . نغمٌ مؤلّفةٌ من الموسيقي

الصفحة 140