كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 141 """"""
تزقو وتصفق بالجناح كمنتشٍ . . . وصلت يداه الصوت بالتّصفيق
وخطرت ملتحفاً بمرطٍ حبّرت . . . فيه بديع الوشي كفّ أنيق
كالجلّنارة أو ضياء عقيقةٍ . . . أو لمع نارٍ أو وميض بروق
وكأنما الجاديّ جاد بصبغه . . . لك أو غدوت مضمّخاً بخلوق
وقال شاعر أندلسيّ :
وكأنّ نفي النوم من عين فان . . . بديع الملاحة حلو المعاني
بأجفان عينيه ياقوتتان . . . كأنّ وميضهما جمرتان
على رأسه التاج مستشرفاً . . . كتاج ابن هرمز في الهرجان
وقرطان من جوهر أحمرٍ . . . يزينانه زين قرط الحصان
له عنقٌ حولها رونقٌ . . . كما حوت الخمر إحدى القناني
ودار برائله حولها . . . لها ثوب شعرٍ من الزعفران
ودارت بجؤجئه حلّةٌ . . . تروق كما راقك الخسرواني
وقام له ذنبٌ معجبٌ . . . كباقة زهرٍ بدت من بنان
وقاس جناحاً على ساقه . . . كما قيس سترٌ على خيرزان
وصفّق تصفيق مستهترٍ . . . بمحمرّةٍ من بنات الدّنان
وغرّد تغريد ذي لوعةٍ . . . يبوح بأشواقه للغواني
وقال أبو عليّ بن رشيق حيث مزّق عنه جلباب الممادح ، وتركه من شمل الذّم في الرأي الفاضح :
قام بلا عقلٍ ولا دين . . . يخلط تصفيقاً بتأذين

الصفحة 141