كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 142 """"""
فنبّه الأحباب من نومهم . . . ليخرجوا من غير ما حين
بصرخةٍ تبعث موتى الكرى . . . قد أذكرت نفخ سرافين
كأنها في حلقه غصّةٌ . . . أغصّه الله بسكّين
الحجل والحجل طائرٌ يسمّى : دجاج البرّ وهو صنفان : نجديّ ، وتهاميّ . فالنجديّ أخضر أحمر الرجلين . والتّهاميّ فيه بياضٌ وخضرةٌ . وسمّي الذكر يعقوب والفرخ الذّكر السّلك ، والأنثى السّلكة . وهو من الطير الذي يخرج فرخه كاسياً كاسباً . ويقال : إنّ الحجلة إذا لم تلقح تمرّغت في التراب ورشّته على أصول ريشها فتلقح . ويقال : إنها تبيض بسماع صوت الذّكر وبريحٍ تهبّ من ناحيته .
قال أبو عثمان الجاحظ : وإذا باضت الحجلة ميزّ الذّكر الذكور منها فيحضنها ، وميزّت الأنثى الإناث فتحضنها ، وكذلك هما في التربية . قال : وكلّ واحد منهما يعيش خمساً وعشرين سنةً . ولا تلقح الأنثى بالبيض ، ولا يلقح الذكر إلاّ بعد مضيّ ثلاث سنين . والذكر شديد الغيرة على الأنثى . فإذا اجتمع ذكران اقتتلا ، فأيّهما يغلب ذلّ له الآخر ؛ وذهبت الأنثى مع الغالب . والأنثى إذا أصيب بيضها قصدت عشّ أخرى وغلبتها على بيضها . وقد وصف أبو عليّ بن رشيق القيروانيّ الحجل فقال :
ما أغربت في زيّها . . . إلاّ يعاقيب الحجل
جاءتك مثقلة التّرا . . . ئب بالحليّ وبالحلل
صفر الجفون كأنما . . . باتت بتبرٍ تكتحل
مشقوقةً شقّ الزّجا . . . ج لمن أمّل أو عقل
وصلت مذابحها الرءو . . . س بحمرة فيها شعل
لولا اختلاف الجنس والتركيب جاءت في المثل
كلحى الثمانين التي . . . خضبت ومنها ما نصل
أو كاللّثام أزاله . . . فرط التّلفّت والعجل
وتخالهنّ جوارياً . . . لا يزدرين من العطل

الصفحة 142