كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 143 """"""
رمت الثّياب إلا ورا . . . ء عن المناكب تنجدل
وبدت سراويلاتها . . . يسبحن وشياً من قبل
حمرٌ من الرّكبات في . . . لون الشقائق أو أجلّ
عقّدنها فوق الصدو . . . ر مخالساتٍ للقبل
وشددن بالأعضاد من . . . حذرٍ عليها أن تحلّ
وكأنما باتت أصا . . . بعها بحنّاءٍ تعلّ
من يستحلّ لصيدها . . . فأنا امرؤٌ لا أستحلّ
الكركيّ ويقال : إنه الغرنيق ؛ ويقال : إن الغرنيق صنف منه . وهو طائر أخضر طوي المنقار والرجلين . وسفاده في السّرعة كالعصفور . وله مشاتٍ ومصايف . وفي طبعه التناصر ؛ ولهذا أنّه لا يطير متقطّعاً ولا متباعداً بل صفّاً واحداً ، يقدمها واحدٌ منها كالرئيس لها المقدّم عليها وهي تتبعه ، يكون كذلك حيناً ، ثم يخلفه آخر منها . وفي طبع الكركيّ وعادته أنّ أبويه إذا كبرا عالهما .
وقال أرسطو : إن الغرانيق من الطير القواطع وليست من الأوابد ، وإنها إذا أحسّت بتغيّر الزمان اعتزمت على الرجوع إلى بلادها . وكلّ منها ينام على إحدى رجليه قائماً . ويقال : إن الكراكيّ إذا كبرت اسودّ ريشها وهو في شيبتها رماديٌّ . وقدظهر بالديار المصريّة في شهور سنة خمس عشر وسبعمائة صنفٌ من الكراكيّ أبيض اللون ناصع البياض حسن الصورة ، وهو أكبر جثّةً من الكركيّ المعتاد . وقال النّاشي في وصف الكراكيّ :
وموردٍ يجذل قلب الوامق . . . منظّمٍ بالغرّ والغرانق
وكلّ طيرٍ صافرٍ أو ناعق . . . مكتهلٍ وبالغٍ ولاحق
موشيّة الصدور والعوتق . . . بكل وشيٍ فاخرٍ وفائق
تختال في اجنحةٍ خوافق . . . كأنما تختال في قراطق
يرفلن في قمصٍ وفي يلامق . . . كأنّهنّ زهر الحدائق

الصفحة 143